أفادت مصادر موثوقة بأن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد إسماعيل هنية تواصل مع الرئاسة التركية للمساعدة في حل مشكلة الكهرباء وهناك خطوات حثيثة لتوفير 10 آلاف طن من السولار الصناعي لمحطة توليد الكهرباء بشكل عاجل إلى جانب سعي الحركة لتوفير مساعدات مالية عاجلة لحل الأزمة.
هذه الجهود إلى جانب جهود أخرى في اتجاهات متعددة تقوم بها حركة المقاومة الإسلامية حماس لتخفيف الأعباء عن المواطنين في قطاع غزة هي ما ينفع الناس ويخدم مصالحهم، أما استغلال الأزمة سياسيًا وبطريقة سيئة فهي لن تزيد الناس إلا شقاء، ولذلك لا بد من الصبر قليلا بعد المعاناة الطويلة وخاصة أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية على قرب تخفيف الحصار وتفكيكه، سواء مع وجود مؤشرات إيجابية على تحسن العلاقات بين قطاع غزة ومصر وان هناك قناعات لدى الجانب المصري بضرورة تغيير شكل العلاقة التي سادت على مدار سنوات طويلة وهذا ما سينعكس على وضع معبر رفح بمزيد من التسهيلات على حركة الأفراد والتجارة وعلى وضع الكهرباء أيضًا، كما أن هناك تحركات فلسطينية داخلية تدفع بقوة لإنهاء الانقسام وبالتالي تعزيز إمكانية التخفيف من الحصار ومقدمة لإنهائه بشكل تام.
سبق وقلنا بأنه لا مشكلة في التظاهرات السلمية رفضًا للأزمة الكهرباء وحصار غزة، ولكن لا أحد يقبل أن يضاعف معاناة المواطنين بافتعال فوضى وأملًا بإعادة الفلتان الأمني إلى قطاع غزة. الاحتلال الإسرائيلي هو السبب الرئيس في معاناة شعبنا في قطاع غزة، وقد فهمت الأطراف الإسرائيلية أن استمرار الأزمة أو العمل على مفاقمتها سيؤدي حتمًا إلى انفجار في وجه المحتل، أما تبرئة المحتل من جرائمه وإلقائها على أي طرف فلسطيني فهذه جريمة بحد ذاتها، ولا يقبلها أي فلسطيني لديه ذرة من الوطنية أو حتى العقل، لأن تبرئة المجرم تدفعه إلى الإصرار على جرائمه.
من الشعارات المسيسة التي تم رصدها في الزوبعة الأخيرة هو أن التظاهرات لن تتوقف حتى عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، ولو لم تكن مسيسة لقالوا حتى عودة الكهرباء، ولكن حماس دعت حكومة رامي الحمد الله لتحمل كامل مسؤولياتها في غزة ابتداء من تسلم ملف الكهرباء وانتهاء بالمعبر، فليس هناك مشكلة عند حماس في ذلك ولا حاجة إلى تظاهرات لعودة السلطة، وهناك من اعتبر الوزارات في غزة على أنها مؤسسات تابعة لحماس وأنها لا تدفع أثمان الكهرباء، وأنا أدعو وزراء الحكومة في غزة إلى استلام وزاراتهم وإدارتها حسب ما هو متفق عليه ولن يعترضهم معترض. أنا أعتقد أنه كان هناك حكومة محسوبة على حركة حماس برئاسة السيد إسماعيل هنية، وقد قدم هنية استقالة حكومته في أعقاب إعلان الشاطئ دعمًا للمصالحة فلم يعد هناك حكومة لحماس، ولكن البعض ما زال يمارس السياسة على قاعدة: "عنزة ولو طارت".