فلسطين أون لاين

​طفلة "العلم" لمتظاهري العودة: لا تتراجعوا أمام الاحتلال

...
صورة أرشيفية
إسطنبول/ الأناضول:

"نعم نحن صغار لكن حلمنا كبير" بهذه الكلمات بدأت الطفلة مريم أبو مطر، أو الملقَّبة بـ"حاملة العلم" حديثها عن موقفها الصلب دفاعًا عن الحق الفلسطيني.

جاء ذلك على هامش مؤتمر صحفي نظمته هيئة الإغاثة التركية أمس بإسطنبول، بشأن حالتها بعد إصابتها برصاص الاحتلال خلال مشاركتها في مسيرة العودة وكسر الحصار بغزة.

ووجهت مريم رسالتها للمشاركين في مسيرة العودة قائلة: "لا تتركوا فرصةً أمام الاحتلال ليجبركم على التراجع.. نحن أصحاب الحق وصاحب الحق دائمًا ينتصر رغم الرصاص".

وأضافت الطفلة الفلسطينية: "أرضنا أساس وجودنا.. نحن لم نخرج لنزرع الشجر فقط نحن خرجنا لنزرع الأعلام، العلم الذي كنت أحمله واستهدفني بسببه الاحتلال".

ونقلت مريم في حالة خطيرة عبر معبر رفح البري، بعد أن كانت على وشك التعرض لعملية بتر لقدمها إثر إصابتها بطلق ناري متفجر محرم دوليًّا في أثناء مشاركتها في المسيرات، وأعربت عن ثقتها بأن إصابتها "لم تكن عشوائية"، مضيفة: لقد استُهدِفت رغم أنني لم أكن أحمل إلا علم فلسطين، لأن الاحتلال يكره كل ما يرمز للقضية ويريد كسر معنوياتنا.

وأشارت إلى أن حالتها الصحية تحسنت بعد العلاج في تركيا، وقالت: نحن كفلسطينيين نَعُدُّ الأتراك إخوة، ولا ننسى مواقف الشعب التركي والرئيس رجب طيب أردوغان الداعمة لنا.

وقالت نسرين أبو مطر (والدة مريم): "إن والد مريم استشهد وعمرها 3 سنوات، ومع ذلك لم أفكر لحظة في أن أمنعهم من الخروج لأننا نفتخر بمواجهتنا للاحتلال".

وأضافت: "لم نمسك سلاحًا لكننا كنا نزرع الشجر والأعلام ومع هذا استُهدِفنا".

من جانبه، قال الطبيب التركي محمد والي كاراألتين، (المعالج لمريم): عندما وصلت كانت في حالة صعبة للغاية، وحاولنا بقدر استطاعتنا إنقاذ حالتها.

وأشار إلى أنها لو كانت تأخرت يومًا واحدًا لكنا اضطررنا لبتر قدمها، ومرت الحالة بمراحل عدّة بدأت بإنقاذ أصابعها من البتر، إلى جانب إطالة العظام ليتساوى طول القدمين.

بدوره، قال ممثل هيئة الإغاثة التركية دورموش أيدن، خلال المؤتمر، إن (إسرائيل) تقمع أكثر من مليوني فلسطيني بغزة وتمنع عنهم مقومات الحياة.

وأشار أيدن إلى ارتقاء عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، بينهم حالات حرجة، مؤكدًا أن الهيئة تحاول قدر الإمكان التعامل مع الجرحى وتقديم الدعم والمساعدة لهم.

وكانت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية قد نقلت الطفلة أبو مطر إلى إسطنبول للعلاج وأوضحت الهيئة في بيان سابق لها، أنّ الطفلة اليتيمة أبو مطر البالغة من العمر 16 عامًا، أصيبت في أثناء مشاركتها في اليوم الأول من مسيرة العودة.

وفقدت أبو مطر والدها وهي في الثالثة من العمر، وترعرعت في قطاع غزة.

وعقب إصابتها بنيران الاحتلال بدأت الكوادر الطبيّة في قطاع غزة بمعالجتها، لكن قلة الإمكانات دفعت بهيئة الإغاثة التركية لنقل أبو مطر وعائلتها إلى إسطنبول.

وخضعت أبو مطر لعملية جراحية استغرقت نحو 7 ساعات، وهي الآن في وضع صحي جيد، وتتحسن باستمرار.