فلسطين أون لاين

في جمعة "أطفالنا الشهداء".. الاحتلال يستهدف أحلامهم برصاصِ قناصيه!

...
صورة أرشيفية
​غزة/ نور الدين صالح:

على مسرح مخيمات العودة في منطقة "ملكة" شرق مدينة غزة، كانت الطفلة ضحى شرف (10 أعوام) تنشد الشعر وتردد هتافات وطنية تُعبر عن تمسكها في حقها بالعودة للأراضي المحتلة عام 1948.

عشرات الأطفال كانوا يرددون الهتافات الوطنية والكلمات الثائرة، بملامحهم البريئة الممزوجة بُحب الوطن والتمسك به، كما الطفلة شرف، خلال مشاركتهم في الجمعة الـ 18 لمسيرة العودة وكسر الحصار التي حملت عنوان "أطفالنا الشهداء".

تقول شرف لصحيفة "فلسطين": "جئنا للمشاركة في مسيرة العودة، كي نثبت حقنا في العودة والرجوع إلى بلدنا التي هُجر منها أجدادنا".

بصوت يملؤه الحماسة والشجاعة تحكي "لديّ قناعة بأن كل فرد ينتمي لوطنه، يجب أن يُضحي بروحه ودمه، من أجل تحرير وطنه".

وتمتلك شرف موهبة إلقاء الشعر والتمثيل، الذي سخرته لوطنها فلسطين، حيث تُكمل وهي تلف الكوفية السمراء على عنقها وترتدي "بلوزة" خُط على وسطها "فلسطيني"، "أنا كطفلة فلسطينية أنشد الشعر حتى أوصل صوتي للعالم، لينظر لحياة أطفال فلسطين الذين يعيشون في خوف وحصار".

"رغم كل إجراءات الاحتلال سنبقى نقاوم، حتى نسترد حريتنا المسلوبة، ونحصل على حقنا في التعليم والحرية والحماية والعلاج، كما أطفال العالم"، تتحدث شرف بهذه الكلمات القوية لإيصال رسالتها للعالم للضغط على الاحتلال لوقف قتل الأطفال في فلسطين".

وتختم حديثها بمطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية لأطفال فلسطين، كما أطفال العالم، لكّنها تستدرك "سنبقى صامدين وصابرين حتى ينفك الحصار عن قطاع غزة، وتتحرر فلسطين والأقصى".

الطفلة عبير الحليمي (10 أعوام) هي الأخرى شاركت في مسيرة العودة برفقة والدتها، تأكيداً منها على حقها في الحصول على حياة كريمة كباقي أطفال العالم.

وتقول الحليمي: "جئنا هنا اليوم (أمس) قرب السياج الفاصل، حتى نحرر فلسطين من الاحتلال الغاصب لأرضنا"، مؤكدةً على ضرورة تكاتف الشعب الفلسطيني يداً بيد حتى يطردوا الاحتلال من فلسطين.

وتضيف "اليهود يحاولون أن يوقفوا مسيرة العودة بأي طريقة، لكّننا لن نوقفها، وسنبقى مستمرين فيها رغم كل إجراءاتهم ضدنا".

وتحكي بصوت حزين "نحن أطفال فلسطين بدنا نعيش حياة سعيدة، وما يكون فيها أي أذى من اليهود (..) أنا لا أعيش حياتي باطمئنان".

أما الطفل حمزة العامودي (12 عاماً) الذي قِدم للمشاركة في مسيرة العودة، بخطوات واثقة يقول "أنا جاي على الحدود، حتى أدافع عن بلدي".

لكّن العامودي لا يعيش حياة سعيدة، كما يروي، مثل أطفال العالم الذين يتمتعون بحقوق الطفولة، مثل اللعب والتعليم وغيرها، "اليهود بقتلوا الأطفال بدون رحمة"، وفق تعبيره.

ويرى أن استهداف الاحتلال للأطفال في قطاع غزة "جريمة كبيرة، ويجب أن يُحاسب عليها، لأنه يسلب منهم طفولتهم وبراءتهم".

الطفل عبد الله نور الذي لم يتجاوز عمره العشرة أعوام، كان هو الآخر ممن شارك في المسيرة، ليثبت حقه في الحصول على الحرية والعودة للأراضي المحتلة، كما يقول.

ويضيف نور الذي أنشد بعض الأهازيج الشعبية والوطنية على المسرح أيضاً "جئت هنا لأدافع عن وطني فلسطين".

"حسبي الله ونعم الوكيل على اليهود الذين يقتلون الأطفال في فلسطين"، بهذه العبارة ختم نور حديثه، وقلبه يعتصر ألماً على أطفال فلسطين الذين يقتلون في قطاع غزة خاصة.

واستشهد نحو 19 طفلاً منذ انطلاق مسيرة العودة السلمية وكسر الحصار في 30 مارس/ آذار الماضي، بالتزامن مع إحياء ذكرى يوم الأرض الفلسطينية، والذي كان آخرهم مجدي السطري (12 عاماً) في جمعة "أطفالنا الشهداء"، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة.

وكانت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار، أطلقت على الجمعة الـ 18 للمسيرة اسم "أطفالنا الشهداء". ودعت سكان قطاع غزة للمشاركة فيها.

وقالت الهيئة: "إن ذلك يأتي تأكيداً على إصرار شعبنا على مواجهة وإحباط كل المؤامرات وتخليداً لأرواح الشهداء ومنهم الأطفال الذين ارتقوا على حدود القطاع خلال المسيرات السلمية".