فلسطين أون لاين

​في "دير بلوط".. جرافات الاحتلال تخطف حياة الفلسطينيين وتزرع الاستيطان

...
قلقيلية/ مصطفى صبري:

لم تعرف سلطات الاحتلال بقرارات المحاكم الإسرائيلية التي هي في الأصل أداة لتشريع أفعالها العنصرية على الأرض، فما أن يصدر قرار بملكية فلسطيني على أرضه تأتي جرافات الاحتلال تهدم وتدمر وتنسف دون اعتبار لأية قرارات.

ففي قرية "دير بلوط" قضاء سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، تقوم جرافات الاحتلال بخطف مستقبل أهالي القرية بفعل عمليات التجريف الجارية في أراضيها الشرقية والتي تصل مساحتها قرابة الـ 82 دونما، رغم حصول أهالي القرية على قرار من محاكم الاحتلال بملكيتهم للأرض، وفق ما يقول رئيس بلدية القرية، يحيى مصطفى.

وأوضح مصطفى لصحيفة "فلسطين"، أن أصحاب هذه الأرض التي تعمل على تجريفها سلطات الاحتلال استطاعوا انتزاع قرار من محكمة الاحتلال بملكيتهم لها عام 2013، واليوم تعاود تجريفها لصالح مستوطنة "ليشم" المجاورة، وتسحق قرار المحكمة بأسنان جرافاتها"، حتى أصبحت عمليات التجريف على بعد 5 أمتار فقط من منازل أهالي القرية.

وأشار إلى أن "قرية دير بلوط كانت لها أراض بمساحة 35 ألف دونم، وبعد النكبة واقامة جدار الفصل العنصري وإقامة المستوطنات تبقى الآن عشرة آلاف دونم من أراضي القرية، في حين أن مخططها الهيكلي 740 دونما فقط.

وبين أن الاحتلال يحظر على البلدية عمل أي مشروع على أراضي القرية، ومنعها في الآونة الاخيرة إقامة خزان لمياه الشرب ممول من جهات أوروبية، بينما تقوم جرافاته بتجريف أراض تابعة لمواطنين حصلوا على قرار محكمة بالملكية الخاصة للأرض، بحجة أن أراضي القرية مصنفة منطقة "ج" حسب اتفاقية "أوسلو" عام 1993، أي تخضع للسيطرة الإسرائيلية أمنيا وإداريا.

وطالب مصطفى بالتحرك الفوري لإنقاذ قرية دير بلوط التي تخطف من قبل المستوطنات المحيطة والاحتلال يحاصرها بكل الاجراءات الأمنية والاستيطانية لتهجير أهلها.

ويقول المواطن إدريس جباره "70 عاما التي تمتلك عائلته الأرض المستهدفة إن قوات اقتلعت 224 شجرة زيتون و77 شجرة لوز، و25 شجرة رمان من أرضه، مشيرًا إلى أن خسائره تقدر بـ 50 ألف شيقل.

أما المواطن جبارة جباره فقال: "كل يوم نستيقظ على هدير محركات الجرافات مفزوعين من أعمال التجريف التي طالت أراضينا وأصبحت قريبة من منازلنا، اضافة إلى اقتلاعهم لمصدر رزقنا من الزيتون والتين والصبر، فلا أرض بقيت ولا رزق لنا في المنطقة، وأصبحنا كالأيتام على موائد اللئام".

بدوره، أكد الخبير في مجال الاستيطان بشار القريوتي أن 24 مستوطنة تنتشر في كافة أراضي محافظة سلفيت، تنشر الرعب والخوف والخراب، مبينًا أن قرية دير بلوط جزء من مسلسل مرعب تتعرض له التجمعات الفلسطينية.

وأوضح القريوتي لصحيفة "فلسطين"، أن المستوطنات لا تتوقف عن التوسع على مدار الساعة، وفي كل يوم تصدر قرارات مصادرة بعد إقرار قوانين تشرعن السيطرة على الأراضي ذات الملكية الخاصة للمواطنين.

ولفت إلى أن هذا الأمر يجعل المواطن الفلسطيني في دائرة الاستهداف، فالاحتلال يشرعن والجرافات تنفذ والمستوطنين يسكنون ما تمت مصادرته فكافة أذرع الدولة العبرية تعمل في خطف مستقبل الفلسطينيين على أرضهم.