الشعب الفلسطيني يتمسك ببقاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأنروا) وبقاء خدماتها للاجئين الأكثر فقرًا في مناطق تواجدهم. الشعب الفلسطيني، والسياسي الفلسطيني، يتمسكان بالأونروا تمسك المضطر، فهي الشاهد الدولي الذي يشهد على حقه في العودة إلى وطنه وداره، وقد ارتبط وجودها بوجود نكبته. لماذا يريدون تصفية الأونروا وإنهاء عملها المرتبط باللاجئين الفلسطينيين؟! لماذا تريد (إسرائيل وأميركا) تصفية الأونروا في هذا التوقيت؟!
مدير عمليات الأونروا بغزة (ماتياس شمالى) وغيره يرون أن مشكلة الأونروا سياسية وليست مالية، وأن وقف أميركا لمساعداتها المالية للوكالة تستهدف تحقيق مكاسب سياسية تخدم (إسرائيل)، وتقضي على الشاهد الدولي على حق العودة، فقد ارتبطت نشأة الأونروا بنكبة اللاجئين، وارتبط بقاؤها بتحقيق عودتهم إلى وطنهم وديارهم.
الأونروا، إذًا مؤسسة ذات أبعاد، ومن أهم أبعادها، البعدان: الخدماتي، والسياسي، فالخدماتي يقوم على تقديم الخدمة الصحية والتعليمية، والإغاثية، للاجئين الفلسطينيين. ويقوم البعد السياسي في ارتباط وجودها بمشكلة حق العودة، وانتهاء وجودها يعني قتل ما تبقى من أمل فلسطيني بالعودة إلى الدار والوطن، برعاية الأمم المتحدة؟!
المستفيد الوحيد من تصفية (الأونروا) هو (إسرائيل)، والمتضرر من تصفيتها هم الفلسطينيون والعرب، لذا نحن نستغرب غياب الموقف العربي الفاعل لمواجهة الجهود الأميركية الإسرائيلية لتصفية الأونروا؟! في أوروبا أصوات سياسية مسئولة تحذر من تصفية (الأونروا)، وتقول إنها مبعث استقرار في المنطقة، وغيابها عن الوجود هو غياب للاستقرار في المنطقة، لذا يجدر بالعالم أن يوفر لها الأموال اللازمة للبقاء، والنظام العربي يوشك أن يكون في صفوف المتفرجين؟!
القيادات العربية التي اهتمت بمواجهة سياسة تصفية الأونروا من خلال حرمانها من المساعدات المالية قيادات محدودة، وما قامت به هذه القيادات من جهود مالية لتغطية العجز الذي أوجدته إدارة ترامب كانت جهود مشكورة، ولكنها للأسف كانت محدودة، ولم تعالج الأزمة بكليتها؟! والمؤسف أن السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير، لا تقومان بالدور الواجب القيام به لمعالجة أزمة الأنروا، ويركنون للدور الذي تقوم به رئاسة الوكالة؟!