فلسطين أون لاين

إطلاق النار في المناسبات حرام ومن يطلقها عاص

...
غزة - صفاء عاشور

أثارت حادثة مقتل الطالب رامز الغرابلي اثناء إطلاق النار في احتفال لعائلته احتفاءًا بنجاحه في الثانوية العامة غضب واستياء الكثيرين، ورغم الدعوات المتكررة لوقف ظاهرة إطلاق النار في الاحتفالات إلا أنها تتكرر وتحصد أرواح أناس أبرياء.

أستاذ الفقه المقارن في الجامعة الإسلامية د. ماهر السوسي أوضح أنه لا يوجد أي علاقة بين اطلاق النار والأفراح، بل إن الجمع بين الأمرين فيه الكثير من التناقض، حيث إن استخدام السلاح والمفرقعات يكون للإيذاء والقتل، أما الأفراح فهي بعيدة كل البعد عن هذا المجال، وكل انسان عاقل لا يمكن أن يجمع بين الأفراح واستخدام السلاح.

وقال في حديث لـ"فلسطين" إن:" هذا السلوك هو سلوك جاهلي كان موجودا في القديم وفي الأمم غير المتحضرة التي تأخذها الحمية وتحاول ابراز قوتها في المواقف والمناسبات المختلفة، كما أنها ظاهرة لم تكن موجودة في أي موقف أو مظهر من مظاهر الاحتفال بعد أي انتصار في عهد الرسول أو عهد الصحابة والخلفاء والمسلمين".

وأضاف السوسي أن:" الإسلام بطبعه حدد استخدام السلاح في مواقف محددة ومعينة، فالسلاح يستخدم في الدفاع عن النفس، الوطن، الدين ويستخدم في التدريب وهذه المواطن التي أبيح في الإسلام استخدام السلاح فيها وما عدا ذلك يحرُم استخدام السلاح في غير هذه المواطن".

وأشار إلى أن النبي نهى عن ترويع المؤمنين في مواطن كثيرة من الإسلام كما أن استخدام السلاح فيه ترويع للمؤمنين والمسلمين وفيه إلحاق ضرر، كما حصل في اليومين السابقين وفي السنوات السابقة من قتل الآمنين بغير قصد أو بطريقة خاطئة.

ولفت السوسي إلى أن استخدام السلاح عشوائياً قد يؤدي لضرر، وفي الإسلام القاعدة الكبرى" لا ضرر ولا ضرار" وفيه قول الله تعالى:" ولا تقتلوا أنفسكم"، "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" وهذه أدلة تنهى عن القتل أو حتى استخدام السلاح.

وبين أن استخدام السلاح في الفرح قد يؤدي إلى القتل والشواهد على أرض الواقع كثيرة ويتذكرها الناس، فاستخدام السلاح أدى لقتل الفرحة التي يحاول الناس الاستمتاع بها كالأفراح وفي أوقات ظهور نتائج الثانوية العامة وغيرها من المناسبات.

وأكد السوسي أن استخدام السلاح عشوائياً واطلاق النار من دون داعٍ فيه قتل وايذاء للمسلمين وهذا محرم في الإسلام ومن يستخدم السلاح في مثل هذه الظروف لا يستطيع التحكم بنفسه وبأعصابه ويمكن أن يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها.

وأردف :" هذا السلوك نتج لأنه عبارة عن ردة فعل سريعة للحدث القائم وكل الأدلة القائمة تقول إنه لا يجوز استخدام السلاح إلا في المواطن السابقة، وعلى هذا فإن كل انسان يستخدم السلاح في غير الدفاع عن النفس، الوطن والدين والتدريب هو عاص لله ومخالف لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وينبغي أن يلقى عقابه".

ونوه إلى أنه من مسئولية أجهزة الأمن والشرطة ومسئولية كل المؤسسات والهيئات الثقافية ووسائل الإعلام والأجهزة الحكومية والخطباء والوعاظ والتنظيمات أن يمنعوا هذه الظاهرة والضرب بيد من حديد على كل من أطلق النار في نهار إعلان النتيجة.

وشدد السوسي على أن عدم كشف الغطاء التنظيمي عن هؤلاء الناس والتستر عليهم هو جريمة يعاقب عليها الشرع قبل أن يعاقب عليها القانون، حيث إن هذا السلاح هو سلاح لا يجب أن يستخدم في هذا الموطن وإنما ضد الأعداء فقط.

وأوضح أن هناك دلائل وشواهد تدلل على أنه يمكن القضاء على مثل هذه الظواهر ومنها أن الأفراح قبل 15 سنة كان يتم اطلاق النار فيها دائماً، ولكن الحكومة عندما سعت لإنهاء الظاهرة استطاعت ذلك، لذلك يجب عليها العمل على انهاء ظاهرة إطلاق الرصاص عند ظهور الثانوية العامة.