تواجه قضية اللاجئين الفلسطينيين هذه الأيام خطورة وتحديات كبرى تستهدف إنهاء القضية، وتصفية حق العودة من قواميس الأمم المتحدة والهيئات الدولية، ويقود المؤامرة على قضية اللاجئين الكيان الصهيوني والبيت الأبيض، فأعلنت الإدارة الأمريكية في السابق رفضها دفع مساهمتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وتنصلت الكثير من الدول الأوروبية من دفع الأموال اللازمة لـ(أونروا)، الأمر الذي أدخل وكالة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين في عجز مالي كبير، ربما يؤدي إلى توقف برامج الصحة والتعليم وإغاثة اللاجئين في مناطق عمليات (أونروا) الخمس، ما يؤثر تأثيرًا كبيرًا في الأوضاع المعيشية والاجتماعية في حياة اللاجئ الفلسطيني.
إن قضية اللاجئين الفلسطينيين عودتهم إلى ديارهم تمثل مفتاح الأمان والاستقرار للمنطقة، بل إن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم نصت عليه المعاهدات الأممية واتفاقيات جنيف الأربع، وحسب الإحصائيات الأخيرة إن إعداد اللاجئين الفلسطينيين تصل إلى عشرة ملايين لاجئ، بلغت أعداد المسجَّلين منهم في سجلات (أونروا) اليوم نحو 6 ملايين لاجئ فقط، يتركزون في مناطق عمليات (أونروا) الخمس: قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا، وهناك أكثر من 4 ملايين لاجئ آخرين يعيشون في الأردن ودول أخرى من العالم.
تواجه هذه الأيام قضية اللاجئين مؤامرة أمريكية صهيونية كبيرة تستهدف إنهاء هذه القضية وشطب حق العودة، والمؤامرة تبدأ من وقف المساعدات لوكالة الغوث الدولية، وبذلك تتأثر البرامج الاجتماعية والتعليمية والصحية والخدمات الأساسية التي تقدمها وكالة الغوث للفلسطينيين في مناطق عملها الخمس، فتزداد حياة اللاجئ الفلسطيني بؤسًا وشقاءً بعد تقليص الوكالة خدماتها ومحاربة اللاجئ في لقمة عيشه.
ما تقدمه الدول ومؤسسات المجتمع الدولي للاجئ الفلسطيني قليل جدًّا ولا يعوضه عن أرضه ووطنه السليب، ولا يعوضه عن هواء فلسطين وماء أرضها العذب وخيراتها وثرواتها القيمة، بل إن المطلب الأساسي لكل لاجئ العودة إلى أرضه ودياره، وهي تغنيه عن كل المساعدات الإغاثية التي يتلقها منذ سبعين عامًا.
إن قضية اللاجئين الفلسطينيين تواجه مخاطر كبيرة، ستبدأ بتقليصات الخدمات الأساسية المقدمة للاجئين الفلسطينيين، فقد تحدث مدير عمليات وكالة الغوث في غزة عن التقليصات الكبيرة التي ستطال برامج أساسية في وكالة الغوث، منها المساعدات الإغاثية للاجئين، مهددًا بأن هذه التقليصات قد تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الدورة الرابعة للوكالة في أكتوبر القادم، وربما تتوقف هذه الدورة، إذ لا يوجد ضمانة لعمل (275) مدرسة ومركزًا صحيًّا، وهناك نحو (800) وظيفة على بند ميزانية الطوارئ في حال استمرت الأزمة التي تمر بها وكالة الغوث.
إن الأزمة التي تواجه وكالة الغوث مصطنعة إياها جهات عالمية كبرى تستهدف إنهاء وكالة الغوث وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين؛ فقد عقد الأسبوع الماضي مؤتمر للمانحين في نيويورك لدعم وكالة الغوث، لكن نتائجه جاءت مخيبة للآمال، والعجيب أن مؤسسات المجتمع الدولي تعلن عجزها عن تأمين المبلغ المالي الذي أعلنته الوكالة، وهو (256) مليون دولار.
إن قضية اللاجئين تواجه هذه الأيام مؤامرة خطيرة تستهدف إنهاء هذه القضية، وشطب حق العودة، وتوطين اللاجئين ضمن مشروع صفقة القرن، لذا من الضروري التحرك الفوري والعاجل من دولنا العربية والإسلامية من أجل دعم ومساندة اللاجئ الفلسطيني حتى عودته إلى أرضه ودياره، ومواجهة الجرائم الصهيونية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.