قول بعضهم: "اللهم إنا لا نسألك رد القضاء, ولكنا نسألك اللطف فيه".
بيان الأحاديث الناقضة لهذا الدعاء:
1. عن ابن أبي خزامة، عن أبيه، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقال: "هي من قدر الله".
2. وعن ابن عمر { قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء.
3. وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم".
قال شارح الطحاوية: "إذا قدر وقوع المدعو به بالدعاء لم يصح أن يقال لا فائدة في الدعاء، كما لا يقال لا فائدة في الأكل والشرب والبذر وسائر الأسباب. فقول هؤلاء - كما أنه مخالف للشرع، فهو مخالف للحس والفطرة".
4. عن عائشة <، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة".
5. عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".
قال ابن عثيمين: "ولهذا نرى من الجهل أن يقول بعض الناس في دعائه: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه)، وكأنه يقول: ابتلني بما شئت فإنه لا يهم، بل المهم اللطف بي - فسبحان الله - إن هذا الدعاء لا يصح نقلاً عن السلف، وإن صح عن بعضهم فلا يمكن أن يصح عن الصحابة رضي الله عنهم، الذين أقوالهم مأثورة ومشهورة.
ولكن قل: (اللهم إني أسألك اللطف في قضائك). وهذا صحيح، أما قول: (لا أسألك رد القضاء) ، فإن الله لا يقضي شيئاً - سواء لطف بك أو شدد عليك - إلا وقد قضاه؛ لذلك ينبغي أن ننبه من يقول هذا الدعاء، إلى أنه لا فائدة منه".
وصلى الله على نبيّه محمد وعلى آله وصحبه وسلم.