فلسطين أون لاين

​تعرضت لتحقيق قاسٍ ومكثف تسبب بانتكاسة صحية لها

"التواصل مع غزة".. تهمة الاحتلال لتغييب عضو مجلس بلدي بالخليل

...
غزة - يحيى اليعقوبي

"التواصل مع غزة".. تهمة اتخذها الاحتلال الإسرائيلي ذريعة لتغييب سوزان العويوي (40 عامًا) عضو المجلس البلدي في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، في سجونه، بعد اعتقالها في 5 حزيران/ يونيو الجاري.

ويقول علي العويوي شقيق سوزان لصحيفة "فلسطين"، إن قوات الاحتلال اعتقلت شقيقته الساعة الخامسة والنصف فجرًا من منزلها، وجرى تحويلها لمركز عسقلان للتحقيق وصدر أمر بمنعها من زيارة المحامي إلا مرة واحدة.

وأوضح العويوي أن الاحتلال وجه لشقيقته تهمة "التواصل مع غزة"، وإقامة فعاليات ونشاطات بالضفة، برغم أنها ناشطة معروفة في الخليل على مدار 15 عاما على كافة الأصعدة خاصة المتعلقة بالأسرى.

وأضاف أن شقيقته كانت تعاني من مشكلة بالكلى قبل الاعتقال، وبعد الاعتقال وظروف التحقيق حدث معها انتكاسة صحية بالكلى، مشيرًا إلى المحامي الذي زارها أخبره بأن الاحتلال قام بنقل سوزان للمشفى ولكن لم تجر لها الفحوصات اللازمة.

ملاحقات سابقة

ولا تزال سوزان وهي متزوجة وأم لثلاثة أبناء، وفق شقيقها، تعاني الألم منذ 20 يوما نتيجة ظروف التحقيق معها وصيامها خلال شهر رمضان، وتواجدها بزنازين العزل الانفرادي، مشيرا إلى أن هناك جلسة محاكمة لها في محكمة "عوفر" العسكرية غربي رام الله الأحد المقبل.

ولم يتوقف الاحتلال عند هذا الحد فعام 2017م قام بتهديد سوزان وطالبها خلال اتصالات هاتفية من ضباط مخابراته بالانسحاب من الانتخابات البلدية، وتزامن التهديد مع اقتحام عناصر من أجهزة أمن السلطة لمنزلها ومصادرة حاسوبها الشخصي.

لكنها سوزان لم ترضخ لتلك التهديدات وترشحت للانتخابات البلدية التي جرت بالضفة الغربية دون قطاع غزة بعد ذلك، وفازت بالانتخابات رغم أنها تعرضت لمضايقات وانتقادات من أعضاء بالمجلس بالبلدي فيما يتعلق بعملها، وفق شقيقها.

ويعتقد علي، أن اعتقال شقيقته سوزان جاء على خلفية فوزها بالانتخابات قبل نحو عام ودورها وحراكها في قضايا الأسرى، لافتًا إلى أن المجلس البلدي لم يتحرك تجاه الضغط على الاحتلال للإفراج عن العويوي.

وكان محامي نادي الأسير الفلسطيني، فراس الصباح، قال إن الأسيرة سوزان العويوي، تعرضت لتحقيقٍ قاسٍ ومكثف في تحقيق معتقل "عسقلان" منذ اليوم الأول على اعتقالها.

ونقل المحامي الصباح عن الأسيرة العويوي إثر زيارة أجراها لها أن التحقيق معها استمر بشكل متواصل ولأيام، في محاولة من المحققين لكسرها وانتزاع اعتراف منها بالتهم الموجهة لها، وتسبب التحقيق المكثف بتردي وضعها الصحي حيث أصيبت بأوجاع شديدة في الكلى.

تخويف المواطنين

من جانبه، اعتبر رئيس تجمع الشخصيات المستقلة بالضفة الغربية خليل عسافاعتقال العويوي محاولة من الاحتلال لتخويف المواطنين وحسم منطقة الخليل من خلال حملة التطهير العرقي بريف المحافظة، وكذلك منع أي شخص يفكر في فضح ممارساته.

وقال عساف لصحيفة "فلسطين": "إن العويوي كعضو مجلس بلدي تعمل بالمجال الخدماتي وليس السياسي، وهذه محاولة للتضييق على المواطنين ومنعهم من ممارسة دورهم المطلوب في المحافظة".

وأضاف أن الاحتلال لا ينصاع للقوانين الدولية ولا يراعي لا الحصانة الدبلوماسية ولا حصانة الشخص كونه عضو مجلس بلدي، مشيرًا إلى انتهاكات الاحتلال في قضايا الاعتقال الإداري للأسرى، واحتجاز جثث جثامين الشهداء، باعتبار أنها أفعال لم يمارسها غيرها في العالم.

وعزا عساف قيام الاحتلال بهذه الممارسات والجرائم إلى الانقسام الداخلي وغياب قيادة فلسطينية قوية يختارها الشعب الفلسطيني، تستطيع وقف الاحتلال وملاحقته على جرائمه في المحاكم والمنظمات الدولية.