كشفت مصدر سياسي، النقاب عن تهديدات وجهتها حركة "فتح" لنازحي سوريا في لبنان بقطع مخصصاتهم المالية في حال عدم مشاركتهم في مسيرة دعم وتأييد رئيس السلطة محمود عباس، التي جرت أول من أمس، بالعاصمة بيروت.
وأفاد المصدر -الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ مختلفة– لصحيفة "فلسطين"، بتوجيه حركة "فتح" رسائل إلى هواتف النازحين من سوريا في لبنان، ممهورة بتهديد وقف المخصص المالي الممنوح لهم من قبل السلطة في حال عدم مشاركتهم بالمسيرة.
ونقل المصدر عن أوساط من النازحين إثارة التهديد الموجه لهم حالة من الحزن والاستغراب في التعامل معهم بهذا الشكل، مشيرًا إلى أن المئات من النازحين وجدوا أنفسهم مضطرين للمشاركة في تلك المسيرة؛ خوفًا من انقطاع مخصصاتهم.
وأكد أن حالة من الغضب والاستهجان تسود أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بسبب اعتداء عناصر أمن سفارة السلطة ببيروت على المشاركين في مسيرة نظمت أمام مقرها للمطالبة برفع العقوبات التي تفرضها السلطة على قطاع غزة، إلى جانب الاعتداء على بعض الصحفيين.
وتزامن تنظيم المسيرة المؤيدة لـ"عباس" في ذات الوقت من مساء الأربعاء الماضي مع مسيرة أخرى نظمها نشطاء فلسطينيون ولبنانيون أمام السفارة في بيروت تنديدًا بالعقوبات المفروضة على قطاع غزة، والمطالبة برفعها فورًا.
من جهتها، روت الصحفية حنين وردة ما جرى في المسيرة، قائلة إنها وصلت أمام السفارة كمراسلة صحفية لتصوير مسيرة تتعلق برفع العقوبات عن غزة، في حين تفاجأت بأن أعدادًا كبيرة من المتظاهرين يحملون بصورة غريبة صور رئيس السلطة محمود عباس، وأعلام حركة "فتح".
وأشارت وردة، في مقطع فيديو بثته على صفحتها في "فيسبوك"، أمس، إلى أنها وفي أثناء تصويرها وبث الحدث وتعليقها بالقول: إن المشاركين في المكان يحملون صور من يحاصر غزة في فعالية لرفع العقوبات عن غزة، انهال مؤيدو عباس وعناصر أمن السفارة عليها بالضرب المبرح بعصي الأعلام بشكل عنيف على رأسها وحشرها في إحدى زوايا المكان وركلها بالأرجل.
وذكرت وردة أن الاعتداء تخلله شتمها بأنها "عميلة" و"مندسة" وأنها تعمل مع القيادي في التيار الإصلاحي محمد دحلان.
ولفتت إلى أنها حاولت الحديث مع من اعتدى عليها بإخبارهم أنها صحفية، وأنها تنقل رسالة إعلامية وليست "مندسة"، دون استيعابهم، مشيرة في ذات الوقت إلى سحلها ومن ثم سرقة الهاتف الجوال الخاص بها الذي كانت تصور به الاعتداء عليها وعلى زملاء صحفيين لها من وكالات ومحطات إخبارية محلية.
وحمّلت وردة السلطة وسفارتها في بيروت وعناصر أمنها المسؤولية الكاملة عما جرى معها، مطالبة بحقها كمراسلة صحفية ولاجئة فلسطينية وقع عليها الضرر وجرى سرقة هاتفها دون إرجاعه.