فلسطين أون لاين

"ما بدنا خيام".. صرخة نازحي غزة في وجه الموت والبرد

...
مؤتمر صحفي نظّمه التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية، بعنوان : "ما بدنا خيام .. بدنا كرفانات وإعادة إعمار"
غزة/ جمال غيث:

من أمام أكبر مخيمات إيواء النازحين في ميناء غزة البحري، غرب مدينة غزة، تجمع عشرات المواطنين النازحين في وقفة احتجاجية، رفضًا لسياسة الخيام، ومطالبةً بإدخال الكرفانات (البيوت المتنقلة)، والبدء الفوري بإعادة إعمار قطاع غزة، بعد أن تحولت الخيام إلى مصائد للموت بفعل المنخفض الجوي العميق الذي ضرب القطاع خلال الأيام الماضية.

وهدفت الوقفة، التي دعا إليها التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية، أمس، إلى تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها أبناء شعبنا، من جراء حرب الإبادة الإسرائيلية وتدمير المنازل، وحرمان مئات الآلاف من أبسط مقومات الحياة الكريمة. وجاءت الوقفة تحت عنوان: "ما بدنا خيام.. بدنا كرفانات وإعادة إعمار".

وكان مدير المكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، قد ذكر أن الخسائر الأولية المباشرة التي خلّفها المنخفض الجوي قُدّرت بنحو أربعة ملايين دولار، مشيرًا إلى ارتقاء 11 شهيدًا جراء انهيار بنايات كانت قد تعرضت لقصف سابق من الاحتلال وتأثرت بالأحوال الجوية القاسية، فيما لا يزال البحث جاريًا عن أحد المفقودين تحت الأنقاض.

aed966c4-b0db-4fb5-9dd1-93ca87769b1d.jpg
 

وأوضح الثوابتة أن المنخفض تسبب بانهيار 13 منزلًا، وانجراف وغرق أكثر من 27 ألف خيمة، فيما تضررت كليًا أو جزئيًا أكثر من 53 ألف خيمة، في مشهد يعكس حجم الكارثة التي حلّت بالنازحين، ويؤكد فشل الخيام كحل إنساني.

الخيام لا تحمي

وقال رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة، المختار حسني سلمان المغني، إن الخيام التي نُصبت لإيواء النازحين غرقت ومزّقتها الرياح والأمطار، مؤكدًا أنها لا تصلح للسكن الإنساني، ولا توفر الحماية لا في الشتاء ولا في الصيف.

وأضاف المغني، في كلمة له خلال الوقفة: "العالم الحر تخلّى عن شعبنا الذي غرق في الخيام، وتركه يواجه الموت والبرد دون مأوى حقيقي"، مطالبًا بإدخال الكرفانات كحل مؤقت، إلى جانب الشروع الفوري في إعادة إعمار قطاع غزة، بدلًا من سياسة الترقيع والإغاثة المؤقتة.

e0c0540f-6a20-44fa-b888-038b79bf4cdc.jpg
 

ودعا المغني الرئيسَ المصري عبد الفتاح السيسي إلى توجيه طاقات المقاولين والشركات المصرية نحو قطاع غزة، للمساهمة في إزالة الركام وإدخال الكرفانات، ليقيم فيها أصحاب البيوت المدمرة قرب منازلهم إلى حين إعادة الإعمار، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى لتهجير الفلسطينيين قسرًا، لكن شعبنا متمسك بأرضه ولن يرحل عنها.

بدوره، قال رئيس اللجنة الوطنية لشؤون المفقودين، الدكتور علاء الدين العكلوك، إن آلاف المواطنين لا يزالون تحت الأنقاض نتيجة حرب الإبادة، في ظل نقص حاد في المعدات والآليات اللازمة لعمليات البحث والإنقاذ.

وناشد العكلوك، في كلمة له، العالمَ العربي والإسلامي بالتدخل العاجل لإدخال المعدات الثقيلة والتقنية لرفع الأنقاض، حفاظًا على كرامة الإنسان الفلسطيني، مطالبًا بتشكيل هيئة رسمية تُعنى بشؤون المفقودين وتتحمل مسؤولياتها تجاه ذويهم.

أوضاع كارثية

من جانبه، قال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن شعبنا عاش أيامًا كارثية خلال المنخفض الجوي، موضحًا أن عشرات الآلاف من الخيام ثبت بالدليل القاطع أنها غير صالحة للحياة، ولا توفر الحد الأدنى من الأمان.

840abfc1-532a-4864-bf6c-efe724a665ee.jpg
 

وأشار بصل، في كلمة له، إلى استشهاد 15 مواطنًا جراء انهيار منازل وخيام، بينهم أطفال ارتقوا في أحضان أمهاتهم، معتبرًا أن سياسة الخيام فاشلة ومرفوضة، داعيًا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحرك الجاد لإعادة إعمار غزة.

وأضاف أن الدفاع المدني عمل بإمكانات بدائية وسط كارثة إنسانية هائلة، مؤكدًا أن 90% من مخيمات الإيواء تضررت، وأن أرواح الفلسطينيين ليست ورقة تفاوض بيد العالم.

من جهتها، قالت النازحة ومديرة ثمانية مخيمات، أنعام البطريخي، إن الأيام الماضية كانت من أصعب ما مرّ على النازحين، حيث تطايرت الخيام وغرقت بالكامل بفعل الأمطار والرياح، خاصة في مخيمات الميناء.

وطالبت البطريخي العالمَ برفض سياسة الخيام، وإدخال بيوت متنقلة مؤقتة بالتوازي مع إعادة الإعمار، مؤكدة أن شعبنا الذي قدّم الشهداء وضحّى بكل شيء، من حقه أن يعيش بكرامة أسوةً ببقية شعوب العالم.

المصدر / فلسطين أون لاين