تعد معركة عين جالوت 658ه=1260م بين المسلمين والمغول التي حدثت في شهر رمضان على تراب فلسطين من أعظم انتصارات الإسلام في العصور الوسطى، بل تعد هذه المعركة معركة عالمية، لأن نتائجها انعكست على العالم أجمع، فقد حمت العالم وأوروبا على وجه الخصوص من خطر المغول أعداء الحضارة.
ولكن الجدير ذكره هنا أنك إذا تأملت في الروايات التاريخية التي أوردتها المصادر المعاصرةللمعركة؛ تكاد تذهل من عظمة دور مجاهدي فلسطين وغزة، في تحقيق الانتصار على المغول في هذه المعركة.
فقد مثل مجاهدو غزة كتيبة النخبة (الكومندوز) في الجيش الإسلامي؛ فهم الذين وجهوا الضربة الأولى للمغول على تراب غزة، التي أدت إلى إحداث زعزعة في جيش المغول، وشكلت الانتصار الأول الذي رفع معنويات الجيش الإسلامي الذي كان يرابط في العريش على مدخل غزة.
ولتوضيح الفكرة أكثر: عندما احتل المغول العراق، وارتكبوا مذبحتهم في بغداد بقتل قرابة مليوني مسلم، وجعلوا مكتبة بغداد جسرًا لمرور جيوشهم على نهر دجلة، زحفوا بعد ذلك إلى بلاد الشام وفلسطين واحتلوها، ثم عسكروا في غزة كي يواصلوا زحفهم إلى مصر ثم شمال أفريقيا ثم إلى أوروبا ويحتلوا العالم أجمع، فهذا كان هدفهم.
ففي ثقافة المغول معتقد "ما دام هناك شمس واحدة في السماء يجب ألا يكون إلا ملك واحد في الأرض"، لذلك أرسلوا إلى مصر أربعة سفراء يحملون رسالة تقطر بالتهديد والوعيد، فاجتمع البرلمان الإسلامي في مصر، وكان يقوده أحد أكبر علماء العصر العز بن عبد السلام، ويساعده قائد الجيش ذاك الشاب المؤمن المجاهد (قطز).
ما علاقة الكومندوز الفلسطيني بكل هذا؟!، لا يزال هناك الكثير من التفاصيل في المقال القادم (انتظرونا).