فلسطين أون لاين

​لماذا بكى حارس الأقصى خالد السيوري؟

...
القدس المحتلة - مصطفى صبري

بحة الصوت والبكاء لازمته وهو يعود بذاكرته إلى السابع والعشرين من تموز/ يوليو 2017م، اليوم الذي دخل فيه خالد السيوري حارس المسجد الأقصى إلى باحاته بعد انتصار المقدسيين في معركة البوابات الإلكترونية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويقول: "كنت أول شخص يدخل المسجد الأقصى بعد أن حرمنا الاحتلال من دخوله ثلاثة أيام متتالية، وهي أطول فترة في حياتي أحرم فيها من دخوله"، مشددًا على أنه والحراس تفقدوا كل شبر فيه لأنه أمانة في عنقه قبل أن يكون وظيفة.

مراسل "فلسطين" قابل خالد السيوري (58 عامًا) -من أقدم العاملين في طاقم حراسة المسجد الأقصي- بجوار منبر صلاح الدين الأيوبي في المسجد القبلي في الجمعة الرمضانية الثانية بعد انتهاء صلاة الجمعة، بعد أن أمّ المسجد قرابة الربع مليون وافد، وخلال اللقاء معه كان ينقطع عن الحديث لاستقبال الاتصالات اللاسلكية واستفسارات المصلين، كونه المسؤول عن حراسة المنبر والمحراب.

ويتابع السيوري حديثه عن بداية حياته مع المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أنه ترك مهنة النجارة التي كان يجني منها الربح الكثير والدخل الوفير، واختار في عام 1983م مهنة الحراسة في المسجد الأقصى، ليشاهد العديد من الأحداث الجسام مع إخوانه في طاقم الحراسة التابع لوزارة الأوقاف الأردنية.

يقول: "شاهدنا الشهداء، وضرب المصلين والجرحى، ونداءات الاستغاثة من حناجر المسلمين دون أن يجيبهم أحد، في الانتفاضة الأولى، وانتفاضة النفق، وانتفاضة الأقصى، وانتفاضة القدس، ومعركة البوابات الإلكترونية، والاقتحامات اليومية".

مستقبل المسجد الأقصى في تراجع كما يراه السيوري في ظل الظروف الحالية، ويقول: "الاحتلال يحاول فرض الهيمنة الكاملة عليه، وتطبيق خرافات الجماعات الاستيطانية، ونحن حراس الأقصى نواجه مخططات الاحتلال مثل الكفّ التي تواجه المخرز".

ويشدد على أنه والحراس وجميع الطواقم العاملة في المسجد الأقصى لن يتأخروا عن نصرته مهما كانت العقوبات التي تفرضها سلطات الاحتلال.

لبرهة من الزمن توقف السيوري عن الحديث، ليجيب عن سؤال: "كيف يصف علاقته بالمسجد الأقصى؟"، بقوله: "هذا بيتي الأول، وانقطع في بعض الأحيان عن عائلتي عدة أيام، نظرًا لوجود ضرورة؛ فطاقم الحراسة لا يعمل بشكل مجرد عن ضرورة وخطورة الميدان الذي نعايشه، فكلنا كالجسد الواحد، ويغطي بعضنا بعضًا، والعائلة تتفهم عملنا والأوضاع التي نعيشها".

ويشرح تفاصيل الحراسة اليومية في المسجد الأقصى، قائلًا: "تتشكل الحراسة من ثلاثة ورديات أو مناوبات، أطولها تكون من الساعة السابعة مساء حتى السابعة صباحا من اليوم التالي؛ لأنه ليس بالإمكان تبديل الحراس في هذه الفترة، لأن أبواب المسجد الأقصى تغلق بعد صلاة العشاء مباشرة".

ويضيف: "بعد صلاة العشاء ينتشر طاقم الحراسة في ساحات المسجد الأقصى وهي الـ144 دونمًا، ويتم تفتيش كل مسجد قبل إغلاقه للتأكد من خلوه من أي شخص"، مشددًا على أنه بعد الانتهاء من عملية التفتيش وإغلاق المساجد؛ تكون عيون الحراسة يقظة خوفًا من أي طارئ فالتهديدات للمسجد لا تتوقف.