فلسطين أون لاين

​كيف نواجه الإسراف في شهر رمضان؟

...
غزة - صفاء عاشور

الإسراف والتبذير في شهر رمضان عادة مذمومة في كل الأوقات، خاصة في شهر رمضان، ومعظم المسلمين يعرفون ويحفظون آيات وأحاديث الرسول الناهية عن هذه العادة السيئة والمطالبة بالابتعاد عنها، لكن يوجد الكثير ممن لا يكون لديهم القدرة على مقاومة الإسراف في إعداد الطعام والشراب والحلويات في الشهر الكريم.

أستاذ الفقه وأصوله في كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية د. تيسير ابراهيم أكد أن الإسراف مذموم في رمضان وغير رمضان، فقال الله (سبحانه وتعالى): "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يجب المسرفين"، وفي هذه الآية ذم ونهي واضحان عن الإسراف في أي مجال.

وبين في حديث لـ"فلسطين" أن الآيات والأحاديث تشير إلى أن الإسراف مذموم على كل حال، أما إذا كان الإسراف في رمضان فيكون الذم مضاعفًا، لأنه يخالف المقصد من الصيام الذي يروض النفس بالابتعاد عن الشهوات، ومنها شهوة البطن.

وذكر إبراهيم أن الإكثار من هذه الشهوات لا يحقق مقاصد الصوم التي أرادها الله (سبحانه وتعالى)، إضافة إلى أن الواقع الحالي لأهالي القطاع هو حصار وضيق حال، والإنسان في هذه الظروف يجب عليه مراعاة الواقع والابتعاد عن الإسراف قدر الإمكان.

وقال: "يفترض من الناس تغيير العادات الغذائية التي تعتمد على الإكثار من إعداد الطعام والحلويات والمشروبات، التي يذهب معظمها في النهاية إلى سلة المهملات، واستشعار الغرض الحقيقي من الصيام الذي هو عبادة غالية ثوابها عظيم".

أضاف إبراهيم: "إن الصيام عبادة تساعد الصائم على تنقية نفسه وروحه وقلبه من المعاصي والذنوب، إضافة إلى التدريب على الصبر والمشقة والإحساس بالفقراء والمحتاجين الذين يكونون بأمس الحاجة إلى توجيه المساعدات والصدقات لهم في شهر رمضان".

وأكمل: "على الصائم معرفة أن شهر رمضان أيامه قليلة تذهب بسرعة؛ فعليه اغتنامها بممارسة الطاعات والعبادات، وأن الطعام ما هو إلا جزء بسيط ليستعين به الإنسان على القيام بما هو أهم، وهو أداء العبادات التي من شأنها أن تحقق الهدف المرجو من الصيام، وهو التقوى".

وأكد ضرورة عدم شراء الكثير من المنتجات التي ربما لا يحتاج لها الصائم في رمضان، واقتصار عمليات الشراء على ما يحتاج له المنزل فقط، دون المبالغة في تعبئة أرفف الخزائن والثلاجات بالطعام.

وشدد إبراهيم على أن الإسراف بوجه عام يؤدي إلى مشاكل دينية، وصحية، وإرشادية، وأيضًا اقتصادية، خاصة في الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة من اشتداد للحصار الإسرائيلي، وضيق الحال الذي وصل إليه الناس في السنوات الأخيرة.

وبين أن الإسراف يمكن أن يتسبب في مشاكل عديدة، منها مشاكل مادية تقع على كاهل الأسرة، ومشاكل صحية؛ فالإسراف في أكل ما لا حاجة للجسم له من الطعام يعود بالمشاكل الجسيمة على الجهاز الهضمي للإنسان.

ونصح إبراهيم المسلم الصائم أن يكرس جهده وطاقته للطاعات والعبادات، كقراءة القرآن الكريم، والذكر، وقيام الليل، وغيرها من الطاعات والمنح المتاحة خلال شهر رمضان المعظم، وألا يشغل باله بشراء الكثير من الطعام وتحضير الأنواع المختلفة.