لماذا يعد "صاحب الأرواح السبع" محمود أبو الهنود أخطر شخصية عسكرية مرت على الصهاينة (حسب تحليل كبار سياسييهم)؟
1. استغلاله شخصيته المتميزة في التخفي وممارسة أعمال مقاومة خطيرة, كان باستطاعته أن يصل إلى أي مكان في الأراضي المحتلة عام 1948م, فهو يتميز بالبياض والطول المميز والعينين الزرقاوين والوجه الدائري, فكان يتقمص شخصية الصهيوني المتدين، وأحيانًا الجندي من سلاح النخبة، وأحيانًا الصحفي الأجنبي؛ فكان يدخل أيّ مكان يريد.
2. عقليته المركبة؛ فهو صاحب عقلية عسكرية فذة جريئة, شجاع لا يهاب الموت, ويتمتع بقدرات عالية, فعندما حاولت فرقة "دفدفان" أقوى فرق الجيش الصهيوني القضاء عليه واغتياله في منطقة عصيرة الشمالية في 26-8-2000م لم يكن همه الفرار، رد الفعل الطبيعي, لكن كان همه قتل أكبر عدد ممكن من جنود وضباط هذه الفرقة, وبالفعل اشتبك معهم بطريقة ذكية جدًّا, وأوقع بهم أربعة قتلى من جنود وضباط هذه الفرقة, ما كان له أثر مدوي على نفسية الجنود والقيادة, والمجتمع الصهيوني, فأطلقوا عليه "صاحب الأرواح السبع", والمركب الثاني في عقليته هو الجانب الهندسي, فهو صاحب إنشاء أول مختبر لصناعة المتفجرات في الضفة, الذي كشفته السلطة الفلسطينية وصادرت منه أكثر من 1000 كغم من المتفجرات, وأبو الهنود هو من جهز عشرات الاستشهاديين وأوصلهم إلى أخطر الأماكن في العمق الصهيوني, فبعد استشهاده تحدثت الصحف الصهيونية تحت عنوان "كشف حساب أبو الهنود" عن قائمة طويلة من العمليات الموجعة للاحتلال التي كان أبو الهنود مسئولًا عنها.
3. إيمان وحماسة الرجل غير المحدودين, فعندما اعتقلته السلطة وبعد مكوثه في سجونها بنابلس عدة شهور حدد الصهاينة مكانه بدقة, وقرروا اغتياله بطريقة مُحكمة, فدمرت الطائرات المقاتلة "F16" السجن المركزي في نابلس بعدة صواريخ شديدة التدمير, فكانت المعجزة استشهاد رجال الشرطة وخروج أبو الهنود سليمًا من تحت الأنقاض يحمل مصحفًا كان يقرأ فيه وهو يتوقد حماسًا وإيمانًا, وأصبح حرًّا طليقًا يفاجئ الاحتلال كل يوم بعملية غير متوقعة مطلقًا زمانًا ومكانًا.
لقد أصبح أبو الهنود يمثل شبحًا لقادة وجنود الاحتلال.
ولأجل ذلك عُرف الشعب الفلسطيني في التاريخ بأنه شعب ولاد للقادة والأبطال.