فلسطين أون لاين

إيش بيجي بركة ولا نمد إيدنا للناس

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

على عربته المتنقلة (تكتك) يتجول بين الأسواق ليبيع "الترمس" و"الفول"، ويفطر نحو 20 يومًا من رمضان خارج المنزل، حتى يعود بمصدر دخل بسيط يعيل به أسرته المتكونة من ثمانية أفراد.

وبعد أن يتناول بائع الترمس هاني الغزالي (40 عامًا) طعام الإفطار خارج منزله في الأسواق الغزية؛ يذهب ويعرض ما أنتجه أمام المساجد.

جهز الغزالي بسطته أمام مسجد أبي أيوب الأنصاري بمدينة غزة، كان يرش الماء على الترمس ويزين بسطته بأوراق "البقدونس" الخضراء، بهدف جذب المشترين من المصلين، "إن بعت بطعمي ولادي، وإن ما بعتش بضل قاعد" يقولها بلهجة عامية، معبرًا عن أهمية العمل _ولو كان بسيطًا_ في توفير مصروف ودخل ثابت.

ويعمل الغزالي منذ ثماني سنوات في بيع الترمس، لكنها مهنة بديلة وليست أساسية، وعن ذلك يتحدث إلى صحيفة "فلسطين": "مهنتي الأساسية هي "حلونجي"، لكن الظروف التي يمر بها قطاع غزة صعبت العمل بتلك المهنة، ما جعلني أتركها، وألجأ إلى بيع الترمس".

ويوميًّا يحضر "الترمس" بالبيت ويغسله وينقعه بالماء، قبل التوجه إلى الأسواق برفقة ابنيه محمود (9 سنوات) وأحمد (11 سنة) لبيع ما أنتجوه في منزلهم الصغير بمدينة غزة، وعن طريقة التحضير يقول: "أغسل الترمس الحلو وأنقعه بالماء مدة 24 ساعة، أما الترمس البلدي (المر) فأغليه عدة مرات وأنقعه بالماء لتحليته حتى تذهب المرارة عنه، أما الفول فبعد نقعه بالماء مدة 24 ساعة أشويه في فرن الطابون".

"إيش بيجي بركة ولا نمد إيدنا للناس" هذا شعار رفعه هذا البائع، لإعالة أسرته، بعيدًا عن اللجوء إلى المساعدات، واستطاع _كما يقول_ نتيجة جودة عمله أن يصنع لنفسه زبائن تنتظره في الأسواق، وأحيانًا تأتيه في منزله لاشتراء الترمس.

أبناء الغزالي يفتقدونه على مائدة الإفطار، لكنه يعلق على ذلك بلهجة عامية: "الحياة بدها هيك"، ويزيد: "كل إنسان يتمنى الجلوس مع أولاده وأسرته، لكن يجب أن نوفر مصدر دخل، لأنه لا يوجد بديل، كوني لست موظفًا".

ويضطر البائع الغزي إلى طهي الفول على الحطب وفرن الطابون نتيجة الظروف الاقتصادية التي يمر بها، موجهًا نصيحة إلى كل متعطل عن العمل: "الأرزاق من الله، والحياة تحتاج إلى قوة قلب وكفاح مستمر، والبحث عن عمل، ولو كان بسيطًا".