في مثل هذه الأيام عام 1422ه, السابع من رمضان, 23 نوفمبر 2001م, يوم الجمعة, أطلقت المروحيات الحربية الصهيونية المقاتلة خمسة صواريخ على سيارة فلسطينية قرب نابلس, ما أدى إلى ارتقاء صاحب الأرواح السبع شهيداً, نعم، إنه المطلوب رقم (1) في الضفة الفلسطينية لقوات الاحتلال الصهيوني، إنه "محمود أبو الهنود", ذاك الشاب صاحب البشرة البيضاء, والعينين الزرقاوين, طويل القامة, عريض المنكبين, بيضاوي الوجه, ابن قرية عصيرة الشمالية قرب نابلس، الذي ولد عام 1967م, في العام نفسه الذي أطلق عليه عام الهزيمة والنكسة للجيوش العربية, واحتل فيه الصهاينة غزة والضفة.
أي أن أبو الهنود نشأ وترعرع في مرحلة قاسية من تاريخ القضية الفلسطينية, فكان كل يوم يرى ويعيش ظلم وتعسف وجبروت المحتل الصهيوني, فمما يرويه والده عنه أنه كان مولعاً منذ طفولته بعسكرة الألعاب, وعندما يسأله أحدهم: "لماذا تفعل ذلك؟", يجيب هذا الطفل: "أريد أن أتدرب كي أصبح قائداً كبيراً أرفع الظلم والهوان عن أبناء شعبي".
من أجل ذلك من يقرأ وصية أبو الهنود يعرف أنه كان مفعماً بالإيمان والثورة, والثقة بقدرة الله (سبحانه) على نصرة من يقاتل من أجل المظلومين, ومن أجل أعدل وأقدس قضية في التاريخ الإنساني (القضية الفلسطينية).
من يقرأ عناوين الصحف الصهيونية يوم استشهاده يعرف من هو ابو الهنود, لقد عده الكيان العبري الرجل الأخطر في فلسطين, وتحدث كبار السياسيين والعسكريين الصهاينة عنه, وعللوا خطورة الرجل بعدة أمور، قلما تجتمع في شخصية واحدة.
المقال القادم سنناقش هذه الأمور بموضوعية (انتظرونا).