فلسطين أون لاين

أهالي أسرى غزة.. فرحة منقوصة في رمضان

...
أهالي الأسرى يشاركون في الاعتصام الأسبوعي للتضامن مع أبنائهم في سجون الاحتلال (تصوير / رمضان الأغا)
غزة - جمال غيث

في كل لمة إفطار بشهر رمضان تفتقد عوائل الأسرى الفلسطينيين أبناءهم القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال ما يدفعهم لاستذكار أبنائهم وفي قلبهم غصة وأعينهم دمعة فخر واعتزاز تنتظر عودتهم.

وتستذكر والدة الأسير حسام الزعانين المحكوم بالسجن (17 عامًا) جمعة عائلتها في رمضان، و"نهفات" نجلها على سفرة الإفطار فكان حريصًا على إسعاد الجميع.

وتأمل الزعانين، أن يطلق سراح حسام في أقرب وقت ممكن ليقضي رمضان برفقة أسرته التي تشتاق له وحرمت من زيارته بحجة "المنع الأمني" منذ عام ونصف العام.

وتقول الأم بحزن: إن نجلها خضع لعمليتين جراحيتين إحداها في العين والأخرى في يده اليمنى بعد شكواه من آلام بهما منذ سنوات.

وناشدت المنظمات الدولية وحقوق الإنسان بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة نجلها، حيث تمارس إدارة سجون الاحتلال إهمالاً طبيًا بحقه، وتوفير احتياجاته ونقل الأسرى المرضى إلى مشافٍ متخصصة.

واعتقلت قوات الاحتلال حسام في 24 يوليو/ تموز 2013، على حاجز بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، أثناء مغادرته للعلاج في الداخل الفلسطيني المحتل.

منع أمني

وإلى جانب الزعانين، جلست والدة الأسير نضال البرعي، في خيمة الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى المقام أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة قائلة: "لا يمر علينا يوم إلا ونتذكر".

وتشير البرعي، لصحيفة "فلسطين" إلى أن أفراد أسرتها يحاولون صنع الفرحة وإضفاء أجواء من البهجة على سفرة الإفطار التي يغيب عنها نجلها منذ (23 عامًا)، لافتة إلى أن الفرح غادر منزلها منذ لحظة اعتقاله.

وتدعو البرعي، كافة المؤسسات والمنظمات الدولية والحقوقية للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلية للسماح لأهالي الأسرى بزيارة أبنائهم خلف القضبان وعدم حرمانهم منها.

واعتقلت قوات الاحتلال البرعي في 17 يناير/ كانون ثاني 1996، وصدر بحقه حكم بالسجن مدة (30 عامًا) بتهمة الانتماء والعضوية في حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري، والمشاركة في عمليات ضد قوات الاحتلال.

صمت دولي

وفي أحد جنبات خيمة التضامن مع الأسرى صرخت والدة الأسير مرعي أبو سعدة بالتبني، والذي مضى على اعتقاله (14 عاما) في سجون الاحتلال بتهمة الشروع بقتل مستوطن وحكم عليه بالمؤبد 11 مرة، "الأسرى في خطر".

وتساءلت: "أين المنظمات والمؤسسات المعنية في قضايا الأسرى مما ترتكبه سلطات الاحتلال من جرائم بحقهم؟".

واستغربت أبو سعدة، في حديث لصحيفة "فلسطين" صمت العالم العربي والإسلامي لما يتعرض له الأسرى خلف السجون، مؤكدة أن إدارة سجون الاحتلال تمارس جرائم بشعة ومستمرة بحقهم، مناشدة أحرار وشرفاء العالم للوقوف إلى جانبهم ووقف الجرام الممارسة بحقهم.

وتشير إلى أنه لا طعم للفرح في عيون أهالي الأسرى بسبب افتقادهم أبناءهم التي تواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم في سجونها، ومنع ذويهم من زيارتهم بحجة "المنع الأمني"، داعية المقاومة الفلسطينية لتحرير جميع الأسرى من السجون الإسرائيلية.

ويزور عدد محدود من أهالي أسرى قطاع غزة أبناءهم في سجون الاحتلال يوم الاثنين من كل أسبوع بتنسيق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في حين تواصل سلطات الاحتلال منع العشرات من الأهالي زيارة أبنائهم بحجة "المنع الأمني".

ويواصل الاحتلال اعتقال أكثر من 6500 أسير فلسطيني بينهم 450 معتقلا إداريا تمارس بحقهم جرائم مخالفة لكافة الأعراف والقوانين الدولية.