فلسطين أون لاين

​شغفه بالأعماق ومدربتُه الهولندية جعلاه غواصًا حرًّا

...
القاهرة / غزة - أدهم الشريف

يذكر عمر العتيبي جيدًا كيف كان قبل بضع سنوات مضت غير قادر على الغوص في عمق البحر، وكيف دفعه شغفه فيما بعد إلى أن يصيح مدربًا دوليًّا معتمدًا في الرياضة المشهورة عالميًّا بـ"الغوص الحر".

كان عمر (وهو مصري الجنسية، ويبلغ من العمر 35 عامًا) شغوفًا إلى حدٍّ كبير بالبحر وأعماقه، ودفعه ذلك إلى تعلم الرياضة التي تنظم لأجلها مسابقات عربية ودولية كذلك.

والغوص الحر واحدة من الرياضات العالمية الآخذة في الانتشار على المستوى الدولي، وتنظم لأجلها مسابقات يظفر بها من هو قادر على الغوص أكثر في الأعماق، من كلا الجنسين.

ويعتمد هذا النوع من الرياضة على القدرات البدنية للغواص الحر، ومدى قدرته على كتم النفس مدة أطول تحت المياه.

"كنت أمارس السباحة برفقة أصدقائي دائمًا (...) فأنا أحب البحر كثيرًا ولا أنقطع عنه، وقد دفعني هذا إلى محاولة الغوص في العمق" يقول العتيبي المقيم في مدينة الإسكندرية لـ"فلسطين".

ويضيف: "إن هذه المحاولة (في عام 2012م) كانت درسًا لن أنساه في حياتي، بعد أن واجهت مشكلة في أذني بفعل عدم معادلة الضغط الواقع تحت المياه".

وكان ذلك سببًا دفعه إلى السؤال لمعرفة ما الذي حصل معه بالضبط، والتوجه إلى أصحاب الخبرة، حتى عرف منهم أن هناك رياضة تعرف بـ"الغوص الحر"، وهي تمارس باستخدام معدات خاصة، وبأسلوب معين في اتباع إجراءات السلامة.

وعلى إثر هذا تعلم العتيبي الغوص الحر، ومكنه ذلك من ممارسة صيد الأسماك بمسدس صيد البحر الذي يعرف بـ"هاربُن".

لكن ذلك لم يشبع طموح العتيبي إلى تطوير نفسه وأدائه في الغوص الحر، بعد أن استهوته هذه الرياضة وتملكت عقله، فقرر دراسة الغوص الحر أكاديميًّا.

ولأن مصر واحدة من الدول التي تمتلك شواطئ مميزة ومدن سياحية، مثل: مدينة دهب، الواقعة في جنوب سيناء؛ كانت دراسة الغوص الحر أمرًا ممتعًا للعتيبي، وهو ابن لأب أردني وأم مصرية.

ومن طريق واحد من أصدقائه تعرف إلى "Wendy Timmermans"، وهي مدربة معتمدة دوليًّا في الغوص الحر، وتحمل الجنسية الهولندية.

بدأ العتيبي التدرب على يد المدربة الهولندية، وقد أشرفت على ذلك تمامًا، حتى إنها لاحظت مدى حبه لهذه الرياضة وشغفه الكبير بالتقدم وتطوير نفسه، وحصل العتيبي على 3 مستويات قبل أن يصبح مساعد مدرب.

يقول: "في تشرين الأول (أكتوبر) 2017م حصلت على (كورس) مدرب دولي، وأصبحت بالفعل مدربًا دوليًّا أملك الشهادات التي تثبت ذلك".

ويضيف: "في المدة القادمة سأسعى بقوة إلى تطوير أدائي في رياضة الغوص الحر، وأوسع خبرتي فيها، بعد أن حصلت على شهادة المدرب الدولي، حتى أصل إلى أن أكون مدرب مدربين".

وإن كانت الغوص الحر لدى المصريين رياضة مدفونة، فهو يحاول بالدورات التي ينظمها بمشاركة محبي وهواة هذه الرياضة نشر ثقافة الغوص الحر التي تعلمها من مدربيه، خاصة مدربته الهولندية.

ويعشق هذا الشاب مدينة دهب، يقول: "لا أشعر بالراحة في ممارسة الغوص الحر مثلما أشعر بها هناك".

وفي كل زيارة إلى المدينة الواقعة في جنوب سيناء، والتي يتميز أهلها بالكرم _حسب وصفه_ يمضي العتيبي ساعات طويلة في المياه، متأملاً جمال طبيعة البيئة البحرية هناك.

وفي كل مرة ينزل إلى المياه يذكر تعليمات مدربته الهولندية جيدًا، ويحرص على الالتزام بها خشية أي مكروه يعرض حياته للخطر، خاصة إن كان في الأعماق، وكذلك يحاول قدر الإمكان نقل هذه التعليمات إلى طلاب الغوص الحر، الذين يتدربون على يده.