فلسطين أون لاين

​احتياجات الحامل للحديد والفيتامينات

...
صورة تعبيرية لامرأة حامل
بقلم / د.عوني عطا الله

قبل أن نتناول الحديث عن كمية الحديد التي تتطلبها المرأة الحامل والجنين معاً فلا بد أن نعرف أهمية الحديد بالنسبة للإنسان عموماً؛ فهو المصدر الأساسي والعنصر الأساسي الذي تتركب منه مادة الهيموجلوبين وهي تتكون من مقطعين المقطع الأول هو هيم أي بمعنى دم؛ والمقطع الثاني هو جلوبين وهو نوع من البروتين ومادة الهيموجلوبين هذه هي المكون الأساسي لكرات الدم الحمراء ونقصها يؤدي إلى فقر الدم وهو ما يعرف بالأنيميا؛ وبما أن هذه المادة التي تعرف بالهيموجلوبين هي المسؤولة عن حمل الأوكسجين عبر رحلة الدم داخل الأوعية الدموية إلى حيث تصل إلى الخلايا؛ فهي الوسيلة الوحيدة التي تتنفس عن طريقها الخلايا وتستغل الأوكسجين في عمليات الاحتراق وتعرف مادة الهيموجلوبين في هذه الحالة باسم أوكسيهموجلوبين.

وهذه نبذة مبسطة عن أهمية الحديد للإنسان العادي ومنها نستطيع أن نتوصل إلى مدى أهميتها القصوى بالنسبة للمرأة الحامل.

إن الكمية المطلوبة يومياً من الحديد بالنسبة للمرأة الحامل تتراوح ما بين 15-20 ملجم زيادة عن المعدل الطبيعي وهذه الكمية يمكن للمرأة الحامل أن تتناولها من خلال اللحوم والكبدة والخضروات ومركبات الحديد بأنواعها وهذه المركبات عادة تكون تحت إشراف الطبيب وزيادة هذه الكمية من الحديد تحتاجها المرأة الحامل خاصة في الثلث الثاني من الحمل حيث إنه في الفترة الأولى من الحمل ليس هناك داع لزيادة الحديد؛ ذلك أن انقطاع الحيض وهو من الظواهر الأولية للحمل يوفر كمية لا بأس بها من الحديد.

وقد أجريت أبحاث على الحديد وامتصاصه ومدى الاستفادة منه ووجد أن معدل امتصاص الحديد من الأمعاء يزيد من 10% في الإنسان العادي إلى 40% في المرأة الحامل وهذه حماية إلهية أخرى لتوفير كمية الحديد وهي زيادة كمية الحديد إلى حوالي 40 ملجم في اليوم حيث يمكن امتصاص ما يحتاجه الجسم من زيادة دون ارهاق الأمعاء ولا زوائدها المسؤولة عن عملية الامتصاص وهناك توجيه للمرأة الحامل بأنه قد تحدث بعض الاضطرابات المعدية وبعض أنواع المغص المعوي بعد أخذ هذه المركبات الحديدية ويمكن التغلب على هذه العملية بأن تؤخذ هذه المركبات بعد الأكل ويفضل بعد ساعتين حتى يزيد امتصاصها.

أما حاجة الفيتامينات أثناء الحمل لنعرف أهميتها لا بد أن نعرف ما معنى كلمة فيتامين. والفيتامين هو العامل المساعد والوسيط الذي يتم من خلاله نقل المواد الغذائية إلى الخلايا للاستفادة منها ثم يتم إخراجها عن طريق الأجهزة الإخراجية المختلفة بعد فصلها بواسطة الكبد والكلى ويتم تخليص الجسم منها لتجد طريقها إلى الخارج وهناك أنواع كثيرة مختلفة من الفيتامينات منها فيتامين أ.ب. وخاصة ب12 ، ج، د، خاصة في الجسم ونقصها يؤدي بالتالي إلى بعض الأمراض ويجب أن نلاحظ أن الجسم لا بد ألا يعاني من هذا النقص لمدة طويلة ففي حالة نقص فيتامين أ فإن أهم عرض له هو "العشى الليلي" أو العمى الليلي الذي يصيب الإنسان العادي وله تأثير على القناة الهضمية يسبب فيها بعض الاضطرابات؛ أما فيتامين "ب" فهو مهم، ونقص بعض أنواع فيتامين "ب" يؤدي إلى ما يعرف بمرض البلاجرا الذي ينتشر بين الفلاحين الذين يعتمدون اعتماداً كلياً على الخبز المصنوع من الذرة.

كما أن هناك مرضا يعرف باسم البري بري نتيجة نقص نوع آخر من فيتامين ب.

أما فيتامين "ب12" فيؤدي نقصه لمدة طويلة إلى الأنيميا؛ وقد يؤدي نقص فيتامين ب إلى تأثير كبير على القلب ومضاعفاته كهبوط في القلب.

وبالنسبة لفيتامين د فإن نقصه يؤدي إلى الكساح عند الأطفال ولين العظام عند الأمهات.

وأما فيتامين ك فيؤدي نقصه إلى عدم سرعة التجلط عند الإصابة بأي جرح منها؛ وجسم الأم الحامل يمكن أن يتكيف ولمدة معينة إذا ما نقصت الفيتامينات وكي يظهر تأثيرها فإن الجسم لا بد وأن يعاني لمدة طويلة من نقصها ولذا يجب زيادتها زيادة متفاوتة تختلف من نوع لآخر؛ فمثلاً فيتامين أ المرأة الحامل تحتاج إلى زيادة منه بحيث يصل الإجمالي إلى 5000 وحدة وهذه الزيادة يجب أن تكون في النصف الثاني من الحمل.

أما فيما يتعلق بفيتامين ب12 فتتراوح ما بين 50-100 ميكروجرام أما بالنسبة لفيتامين د فيجب زيادته أثناء الحمل ويمكن أن تحصل الحامل على زيت كبد الحوت بمقدار 400 وحدة ويؤخذ عن طريق الحقن؛ أما فيتامين ك فيجب أن يعطي الحامل ما بين 2-5 مليجرامات ويمكن الحصول عليه من الكبدة واللحوم وبعض الخضروات مثل السبانخ؛ كما أن إنتاجه يتم على يد الميكروبات التي تعيش في أمعاء المرأة الحامل فمن النادر وجود نقص في هذا الفيتامين إلا في حال استعمال المضادات الحيوية لفترة طويلة أو حالات الفشل الكلوي.

وفيتامين ج هو ما يعرف باسم الإسمنت الذي يربط الخلايا ببعضها البعض مع فيتامين أو نقصه يؤدي إلى ما يعرف بمرض الأسقربوط ويكون الجسم عرضة للنزيف وخاصة من اللثة والأنف؛ وكذلك فإن نقصه قد يؤدي إلى زيادة الفرصة بالنسبة لبعض الميكروبات والفيروسات مثل الإنفلونزا وإلى حدوث مضاعفات خطيرة بالنسبة للأم والجنين.