في معجزة طبيّة وسط الإبادة والأوضاع الصِّحِّيَّة المتردِّية وانعدام الإمكانيَّات، استطاع الطَّبيب العراقيُّ محمَّد الطَّاهر أن يعيد يد الطِّفلة الفلسطينيَّة مريم صباح (9 سنوات) إليها بعدما فقدتها جرَّاء قصف إسرائيليّ، في قطاع غزَّة.

ويروي الطَّبيب العراقيُّ التَّفاصيل، والتي بدأت لحظة وصول الطفلة مريم إلى مستشفى شهداء الأقصى بدون يد.

يقول، فانكسر قلبيّ على الطفلة، وبادرت بسؤال الأب عن طرفها، قال لي: في مكان الاستهداف ما لقوه، فسألته: هل ممكن تجيبوا لي الطَّرف؟ استغرب الأب من الطَّلب، فأخبره الطبيب بأنه سيحاول إعادة الحياة لليد المبتورة، فأرسل الأب أخاه لمكان الاستهداف وأحضروا الطَّرف.

وأشار الطَّاهر إلى أنَّ عمليَّة إرجاع الطَّرف المبتور الَّتي أجراها للطِّفلة مريم تعد الأولى النَّاجحة منذ بداية الحرب الإسرائيليَّة على قطاع غزَّة.

ووفقا للأمم المتحدة أصبح قطاع غزة "موطنا لأكبر مجموعة من الأطفال المبتوري الأطراف في التاريخ الحديث".

وقالت ليزا دوتن، المسؤولة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "كل يوم- وفقا لوكالة الأونروا- يفقد 10 أطفال إحدى الساقين أو كليهما. أصبحت غزة موطنا لأكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث. 

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.