في مركز مدينة جاكارتا يقع مسجد الاستقلال أكبر مساجد إندونيسيا، الذي له طراز معماري فريد، فهو يتميز بطوابقه الضخمة وساحاته الخارجية الواسعة، ومن أكثر الأماكن قدسية لدى المسلمين فيها، فضلًا عن كونه مركزًا للمؤتمرات، والمحاضرات والندوات الدينية.

وهو أكبر مسجد في جنوب شرق آسيا من حيث البناء والقدرة الاستيعابية، ويستوعب 120 ألف مصلٍّ، وافتتح الرئيس الإندونيسي الأول سوكارنو مسجد الاستقلال للجمهور في 22 فبراير من عام 1978م.

وحينما تزور المسجد يلفت نظرك في الأعلى قبتان كبيرتان ومئذنة بطول 90 مترًا، أما سقف المسجد فتزينه الزخارف الإسلامية بأشكال وألوان متعددة، وعلى جدرانه كتبت بارزةً عبارة لفظ الجلالة الله ومحمد.

المسجد توجد به قاعة مستطيلة كبيرة للصلاة يبلغ طول قطرها 45 مترًا، ويدعمها 12 عمودًا، وتحتوي على 4 مستويات من الشرفات، ويتميز باطن المسجد ببساطته.

وتذكر تقارير إعلامية أن بناء المسجد تطلب 14 عامًا من الأشغال (1961م- 1975م)، وسمي مسجد الاستقلال، لأنه شرع في بنائه بعد استقلال إندونيسيا عن هولندا في 1949م، وأراد الإندونيسيون حينها أن يشيّدوا مسجدًا عظيمًا يليق بسمعتهم أكبر بلد إسلامي سكانًا، بتعداد 240 مليون نسمة.

ولا يقتصر دور المسجد على جانب أداء العبادات والصلوات المفروضة، بل يمتد إلى أبعد من ذلك، إذ أنشئت فصول دراسية لتحفيظ القرآن الكريم، تستهدف البنين والبنات وكبار السن لتوعيتهم في جوانب العبادات، وشرح مناسك الحج والعمرة، بتنظيم المحاضرات التوجيهية والدورات التدريبية على مدار العام.

ومن المميز في مسجد الاستقلال أيضًا أنه تحيط بالساحات الخارجية له بحيرة صناعية ونافورة وأسواق تجارية، ويعج المكان بحركة غير عادية من الزوار حتى من غير المسلمين، وهم يحملون هواتفهم المحمولة لالتقاط صور تذكارية في المسجد.