فلسطين أون لاين

في أول يوم رمضان

استحضار النية والصدق في إنجاز العبادات مطلبان أساسيان

...
غزة/ نسمة حمتو:

يعكس اليوم الأول من شهر رمضان الكريم باقي أيامه، بمعنى أن المسلم يتمرّن فيه على سلوكه وعبادته طيلة أيام الشهر، فإذا كان في أول يومٍ فاتر الهمة ولم يتشجع لقراءة القرآن ولم يصلِّ التراويح أو يقم الليل، فكيف سيكون شكل الأيام المقبلة، وكيف سيكون نشاطه إذا كان في أول يوم بهذا التكاسل؟

التمرّن على السّلوك

يقول الشيخ الداعية تيسير إبراهيم، إنه إذا لم يشدّ المؤمن همته في اليوم الأول لشهر رمضان الكريم فسيكون شكل الأيام المقبلة في انحدار شديد وابتعاد عن المستوى المطلوب.

وأكد إبراهيم لـ"فلسطين" ضرورة أن يستقبل المؤمن شهر رمضان الكريم بطاقة إيمانية عالية جدًا تبدأ بصلاة الفجر في موعدها وقراءة القرآن الكريم ووضع مستوى معين للصدقات التي ينوي التبرع بها في شهر رمضان.

وأضاف: "يضع المؤمن في نفسه أن البداية تكون بتكثير العبادات أول الشهر، حتى إذا ما فترت همته في آخر الشهر يكون أنهى ما عليه منذ البداية وبهذا يكون عمله موازيًا لما هو مطلوب".

وتابع الشيخ الداعية قوله: "علينا أن نبدأ بكل الأعمال المحببة في هذا الشهر بداية بقراءة القرآن وصلاة التراويح وقيام الليل ومن ثم صلة الأرحام والصدقات، وهناك الكثير من الأعمال الصالحة التي يمكن للمؤمن أن يقوم بها كالاعتكاف في المسجد أو إطعام مسكين".

وقال: "في حياة الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان الصحابة في شهر رمضان الكريم يحاولون إنهاء انشغالاتهم اليومية حتى ولو كانت ذات طابع ديني، وينصرفون لقراءة القرآن وفهمه والصلاة".

ودعا لاستحضار النية في نفس المؤمن بأن هذا الشهر زائل ولن يطول وإن لم يتم استغلاله بالشكل الصحيح متى سيتم تعويضه بدرجة من التقدم والإيمان.

وأوضح إبراهيم أنه يمكن على المؤمن استخدام أسلوبين من أجل إعانته على عدم التقصير في العبادات في شهر رمضان، الأول إذا وجد نفسه يفتر في المنزل ولا يستطيع إكمال العبادات بالشكل المطلوب فعليه التوجه للمسجد.

ولفت إلى أن الأسلوب الثاني هو الاطلاع على قصص الصالحين في العبادة مع استحضار النية في بداية أي عمل.

صدق النوايا

وقال: "على المسلم أن يجدد نواياه، فينوي على سبيل المثال أن يختم القرآن 10 مرات فإذا انتهى الشهر وختم القرآن 7 مرات، فهو إنجاز عظيم، كما يجب أن يكون صادقًا في التوبة والتخلص من الذنوب ورد الحقوق لأهلها".

وأضاف: "عليه أن يقول في نفسه سيكون هذا العام مختلف تمامًا عن السنوات الماضية، فينظر لنفسه كم مرة ختم القرآن في السنوات الماضية ويحاول زيادتها هذا العام، وإذا كانت نفسه تبخل بالصدقات ينوي هذا العام أن يتغير".

وأكد إبراهيم أن البيئة التي يعيشها الإنسان هي من تساعده إما على عمل الخير والصلاة والتعبد أو متابعة المسلسلات والأسواق والإنترنت وما إلى ذلك، قائلًا: "لتشجيع النفس على القيام بالعبادات بالشكل المطلوب لا بد من إغلاق الإنترنت في شهر رمضان أو التلفاز لأنه يخسر بسببهما وقتًا طويلًا يشغله عن إتمام العبادات".

=============

حكم التهنئة بدخول شهر رمضان

التهاني في أصلها تُعد من باب العادات، والتي الأصل فيها الإباحة، حتى يأتي دليل يخصّها، فينقل حكمها من الإباحة إلى حكم آخر.

يقول السعدي مبينًا هذا الأصل في جواب له عن حكم التهاني في المناسبات، كما في (الفتاوى) في المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي (348): "هذه المسائل وما أشبهها مبنية على أصل عظيم نافع، وهو أن الأصل في جميع العادات القولية والفعلية الإباحة والجواز، فلا يحرم منها ولا يكره إلا ما نهى عنه الشارع، أو تضمن مفسدة شرعية، وهذا الأصل الكبير قد دل عليه الكتاب والسنة في مواضع، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره. فهذه الصور المسؤول عنها ما أشبهها من هذا القبيل، فإن الناس لم يقصدوا التعبد بها، وإنما هي عوائد وخطابات وجوابات جرت بينهم في مناسبات لا محذور فيها، بل فيها مصلحة دعاء المؤمنين بعضهم لبعض بدعاء مناسب، وتآلف القلوب كما هو مشاهد.

أما الإجابة في هذه الأمور لمن ابتُدِئ بشيء من ذلك، فالذي نرى أنه يجب عليه أن يجيبه بالجواب المناسب مثل الأجوبة بينهم؛ لأنها من العدل، ولأن ترك الإجابة يوغر الصدور ويشوش الخواطر.

ثم اعلم أن هاهنا قاعدة حسنة، وهي: أن العادات والمباحات قد يقترن بها من المصالح والمنافع ما يلحقها بالأمور المحبوبة لله، بحسب ما ينتج عنها وما تثمره، كما أنه قد يقترن ببعض العادات من المفاسد والمضار ما يلحقها بالأمور الممنوعة، وأمثلة هذه القاعدة كثيرة جدًا". ا. هـ كلامه.

فإذا تقرر أن التهاني من باب العادات، فلا ينكر منها إلا ما أنكره الشرع، وقد ورد في التهنئة بقدومه بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم, فمن ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله -عز وجل- عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم". أخرجه النسائي (4/ 129) ح (2106).

والحمد لله رب العالمين, وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

======================

فتاوى رمضانية

أجاب عليها د. بسام العف

1- هل يجوز أخذ إبرة الأنسولين لمريض السكر وهو صائم؟

إبرة الأنسولين لمريض السكر وغيره لا تؤثر على صحة الصوم وكذلك حال كل الحقن العلاجية الجلدية أو العضلية أو الوريدية غير المغذية، لأن الأصل صحة الصوم حتى يقوم دليل على فساده، وهذه الإبرة ليست أكلًا، ولا شربًا، ولا بمعنى الأكل والشرب، وعليه فينتفي عنها أن تكون مفسدة للصوم، والله تعالى أعلم.

2- إنسان نام قبل السحور في رمضان وهو على نية السحور حتى الصباح، هل صيامه صحيح أو لا؟

السحور ليس شرطًا في صحة الصيام فلا يبطل الصيام من دونه والأمر في قوله r: "تسحروا فإن في السحور بركة"، محمول على الإرشاد والاستحباب وليس للوجوب والإلزام، وعليه فنومك عن السحور لا يخل بالصيام إنما الشرط هو تبيت النية قبل الفجر وعزمك على السحور يصلح يجزيك عن النية؛ ولكن نصح باتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على السحور للتحصل على بركته وأجره، والله تعالى أعلم.

4- هل يجوز للصائم أن يشم رائحة الطيب والعود؟

يُكره للصائم أن يتعمد اشتمام رائحة الطيب والعود بشكل مبالغ فيه بحيث يمكن أن يصل رذاذ ذلك إلى الجوف، فيتسبب في التشكك في صحة صيامه، ولذلك وجدنا بعض العلماء يفتون بأن من تعمد استنشاق البخور أو غير ذلك من الروائح العطرية المصنعة بأنه يفطر خلافًا للشم العرضي أو اشتمام روائح الورود والزهور الطبيعية، فإنه لا شيء فيه إن شاء الله تعالى.

5- ما حكم بلع الريق للصائم؟ ما حكم بلع الدم النازل من اللثة مع الريق؟

بلع الريق لا يؤثر في صحة الصيام؛ بل هو من الأمور المعفو عنها في الصيام لمشقة الاحتراز عنها، ويعفى عن الدم المبتلع مع الريق بحق من ابتلي بنزف اللثة.