فلسطين أون لاين

​للتأكيد على حق العودة

"قطار العودة" يشق طريقه بين مخيمات اللاجئين في غزة

...
جانب من الفعالية (تصوير / محمود أبو حصيرة)
غزة - جمال غيث

من أمام ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، انطلقت صافرة إنذار قوية تبعها نداء أحدهم ينادي "قطار العودة تحرك وعلى اللاجئين إحضار مفتاح الدار والصعود على متن القطار".

على وقع الأناشيد الثورية المؤكدة على حق عودة اللاجئين إلى قراهم وبلداتهم التي هجروا منها على يد العصبات الصهيونية عام 1948، جاب قطار العودة، شوارع مدينة غزة، ومر من مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وحي الشيخ رضوان ومخيم جباليا، وصولًا لحاجز بيت حانون (إيرز) شمال القطاع.

واعتلى مئات اللاجئين، القطار رافعين علم فلسطين ومفتاح العودة كتب عليه أسماء البلدات والقرى الفلسطينية، وأخرى كتب عليها عائدون، مرددين هتافات: "راجعين يا بلادي.. يا بلادي رجعين".

وتزامنت فعالية "قطار العودة" التي نظمتها الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، مع دعوات للمشاركة في "مليونية العودة وكسر الحصار"، التي أطلقتها الهيئة، للاحتشاد الكبير في المناطق الشرقية للقطاع ونقاط التماس في الضفة الغربية اليوم الاثنين.

مسيرة مليونية

واعتلى الستينى حسن العرقان مقدمة القطار، وأخذ يصدح بجموع اللاجئين المشاركين في المسيرة، بالصعود على متن القطار والمشاركة في الفعالية للتأكيد على حق عودة اللاجئين إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها عام 1948.

وسط هذه الأجواء المفعمة بالأمل بالعودة إلى القرى والديار التي هجروا منها، أحاط مئات اللاجئين بقطار العودة، مرددين التكبيرات والهتافات المؤكدة على حقهم في العودة إلى أرض الآباء والأجداد، وبعضهم حرص على ارتداء الزي الفلسطيني.

وأشار العرقان، المنحدر من مدينة بئر السبع من الداخل الفلسطيني، إلى أنه لن يتخلى عن حقه في العودة إلى مدينته المحتلة، لافتًا إلى أن التهديدات الإسرائيلية بمواجهة المشاركين في مسيرة العودة لن تثنيه عن التخلي عن حقه بالعودة.

ودعا العرقان، في حديث لصحيفة "فلسطين" كافة أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة في مسيرة مليونية العودة وكسر الحصار، والاحتجاج على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.

حق يأبى النسيان

من جهته، أكد الجريح عبد القادر الحواجري، على أن حق العودة غير قابل للتجزئة أو النقصان، مشيرًا إلى أن الجماهير الفلسطينية خرجت لحدود القطاع لترسل رسالة للعالم بأنهم لن يتخلوا عن أرضهم.

وقال الحواجري في كلمة له بعد أن وصل قطار العودة إلى حاجز بيت حانون (إيرز): "بعد 70 عامًا على نكبة شعبنا واستيلاء الاحتلال على أرضنا وقرانا لن ننسى حقنا في العودة ولن نتخلى عن شبر واحد من أراضنا ولن نتراجع عن حق العودة وتحرير المقدسات ورفضًا لنقل السفارة الأمريكية للقدس".

بدوره، أوضح مسؤول العمل الجماهيري في حركة حماس هاني مقبل، أن الهدف من إطلاق قطار العودة هو رسم صورة جديدة في نفوس الأجيال واللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها عام 1948.

وقال مقبل لصحيفة "فلسطين": إن مشاركة اللاجئين وأبنائهم في قطار العودة يؤكد أن شعبنا لن يتخلى عن حقه في العودة إلى ديار الآباء والأجداد وسيواصل الزحف وصولاً إليها.

ومنذ انطلاق مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار في 30 آذار/ مارس الماضي، والفلسطينيون يواصلون الاحتشاد على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، رغم قمع قوات الاحتلال لتلك المسيرات السلمية، واستخدامها "القوة المفرطة والمميتة" والأسلحة المحرمة دوليًا.