فلسطين أون لاين

​مسؤولية تتولاها 3 أطراف

لأن زوجة الابن ليست "ضيفة" فالتقرب منها ضروري

...
صورة تعبيرية
غزة - مريم الشوبكي

أمر شائك موجود في بعض البيوت، أهلُ الزوج يعاملون زوجة ابنهم كما لو كانت "ضيفة" في بيتهم، ولا يحلو لهم تناقل الأسرار إلا أمامها بطريقة "الوشوشة"، والزوج في المقابل يضغط على زوجته لتحمّل تصرفات أهله وزيارتهم دائما، لأنه مقتنع أنه يفعل ذلك برا بوالديه، ولخوفه من أن يغضبهما دفاعه عنها ويقلل من رضاهما عنه.

مسئولية هذه المشكلة تقع على عاتق كل منهما ليقوم بدوره لحلّها، فإنصاف الرجل زوجته ومنع التعدي على حقها لا يعني أنك عاق بوالديه، بل عليه أن يقرّب وجهات النظر، وكذلك الأم إذا لم تعامل كنتها وكأنها ابنتها وليس مثل "ضرّة" فقد تحتويها وتحسن العلاقة، فيما زوجة الابن بإمكانها التقرب لعائلة زوجها وتحديد مفاتيح الدخول إلى أفرادها لتفعل ما يسعدهم.

حدودٌ وقواعد

"عبير الأشقر" تستغرب ممن يعاملون زوجة الابن كضيفة، ومن وصول هذا الأمر في بعض الأسر إلى أن يكون سببا في تدمير البيوت.

ومن وجهة نظرها فإن حل هذا الأمر بيد الزوج، ومن المُفترض أن يضع قواعد وحدودًا للتعامل مع زوجته وأهله، وفي حالة النزاع عليه ألا يسمح لزوجته بإهانة أهله، وكذلك لا يسمح لأهله بإهانة زوجته.

ولامت "يسرى القيسي" بعض الرجال الذين يظنون أن عدم إنصافهم لزوجاتهم في حال تعرضن لإساءة من الأهل أحد أشكال البر لكسب رضا الوالدين.

وقالت القيسي لـ"فلسطين": "معلومٌ أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وبالتالي لا يحق للرجل أن يقهر زوجته ويذلها ويشعرها بأنها ليست ذات قيمة لمجرد أن من أساؤوا لها هم أهله، ولا بد من الموازنة في التعامل مع الطرفين وإعطاء كل منهما حقه".

نبقى متخاصمين!

أما "رانيا" تحدثت بمرارة عن معاناتها مع عائلة زوجها، فهم يعاملونها مثل ضيفة غريبة عنهم، ويتعمدون التناجي بالأسرار والغمز واللمز في حضورها، وتشعر حماتها وابنتها بسعادة إن كانت على خلاف مع زوجها، كما قالت.

وأضافت: "والأدهى أن زوجي كان يؤكد لي هذا الشيء، وطلب مني أن نبقى متخاصمين أمام أهله حتى لا يتضايقوا، ورغم أن هذا الأمر سبب لي أذي نفسيا كبيرا إلا أنني استحملت لأربع سنوات، ولكني لم أستطع التحمل أكثر من ذلك، وحاليا بيني وبين زوجي مشاكل قد ننفصل بسببها".

فيما قالت "أماني عاشور": "المشكلة الأساسية هي الثقافة الراسخة في المجتمع، وهى الربط بين رضا الزوجة وعقوق الأم، وطالما الزوج غير قادر على الاقتناع بأنهما كيانان منفصلان تماما، وأن رضا وراحة كل طرف بعيدة تماما عن الآخر، سنبقى في دائرة مغلقة، وللأسف الخسارة الناتجة عن هذه الأفكار تتحملها زوجة الابن أولا وأخيرا".

ثلاثة أطراف

بدوره، بين الأخصائي النفسي إياد الشوربجي أن حدوث مشاكل بين الزوجة وأهل زوجها يتحمل مسئوليتها ثلاثة أطراف، هي الزوجة والزوج ووالداه، ويعود السبب إلى اختلاف الثقافة والبيئة التي ينتمي إليها الرجل وعائلته عن تلك التي تنتمي إليها زوجته.

وأضاف الشوربجي لـ"فلسطين": "بعض الزوجات يشعرن بأنهن ضيفات في بيت أهل الزوج، وبعض الأمهات يتعاملن مع الزوجة مثل ضرة خطفت ابنها منها، لذا تبديد الخلاف والمشاكل يبدأ من الزوج، الذي يجب عليه أن يحاول قدر الإمكان تعريف زوجته بالأشياء التي ترضي والدته، وكيفية التقرب لها حتى تذوب الفوارق".

بعض الأزواج يهضم حق زوجته ويخاف من الدفاع عنها بداعي البر، وعن ذلك تابع الشوربجي: "يمكن أن يبرّ الزوج أهله بما لا يضيع حق زوجته، وهو إن تجاهل الدفاع عنها سيسبب لها مشاكل نفسية يُلام عليها، لذا عليه أن يوضح لوالديه أنه سيلتزم بالبر والطاعة في تعامله معهم، وأن الزوجة لها عادات وتقاليد ونمط حياة مختلف، وأن يسألهم عن الأشياء التي يريدون منها فعلها ليتقبلوها".

بالتقرب

ودعا الشوربجي الزوج إلى أن يحافظ على عاداته ووده مع والديه بعد الزواج، حتى لا يشعرا بالفرق وتدب في نفوسهم الغيرة من زوجته، وأن يحرص على اصطحاب زوجته في كل زيارة لهما، ولا بأس أن تقدم لأهله بعض الهدايا.

أما المطلوب من الزوجة كما أشار الأخصائي النفسي فهو أن تحاول التقرب من حماتها، والسكوت في بعض الحالات مطلوب، ولكن في الغالب عليها ألا تصمت بل تبرر وتوضح وجهة نظرها، وعليها أن تتلمس حاجات والدة زوجها، وأن تتقرب لها بكل الطرق، وأن تعرف مفتاح الدخول إليها لتنال حبّها.

ونصح الزوجة أن تعدّ بيت حماها كبيتها، فتشارك أفراد الأسرة في أعمال المنزل وفي أي نشاط يقومون به، وأن تستعمل مصطلح "نحن"، وتحافظ على زيارتهم باستمرار.

ووجه نصيحة لأم الزوج بأن تحاول تقبل الكنة بعيوبها وأخطائها، لأنها آتية من بيئة أخرى وثقافتها مختلفة، وأن تراجعها في بعض الأمور التي تنزعج منها في شخصيتها من خلال الحوار، محذرا إياها من توجيه العبارات السيئة لها لأنها ستزيد المشاكل.