فلسطين أون لاين

​"الموظف المجتهد" في دائرة استهداف بعض زملائه

...
غزة - نسمة حمتو

يختلف الموظفون في قدراتهم وكفاءاتهم التي يتمتعون بها، كما يختلفون في مستوى أدائهم ودرجة تفانيهم في العمل، فهناك من يسعى إلى أن يكون إضافة مميزة للمؤسسة التي يعمل فيها، وآخر يقبل أن يكون موظفًا عاديًّا لا يقوم بسوى الحد الأدنى من مهامه، وإذا كان الصنف الأول يتفانى في تقديم أعمالٍ مميزة لينال رضا الجميع في المؤسسة فإنه قد يجد ما لم يتوقعه، إذ يستهين زملاؤه بأعماله، فلماذا يفعلون ذلك؟، وما واجبه حتى لا يتأثر بهم؟

الزملاء أيضًا

قال المختص في التنمية البشرية مؤمن عبد الواحد: "في بداية الحياة الوظيفية يسعى الموظف إلى إبراز شخصيته، ويعمل بحماسة، ويرغب في الاستمرار على هذا الحال، لكن قليل من الموظفين من يستمرون بالفعل بهذا الأداء القوي مدة طويلة".

وأضاف لـ"فلسطين": "تتأثر حماسة الموظف في العمل بأمرين: أولهما طبيعة الشخص ورؤاه، والآخر هو تقدير المؤسسة والمسئولين فيها لما يبذله من جهد"، مشيرًا إلى عامل آخر قد يكون مؤثرًا في بعض الأحيان، وهو "نظرة زملائه إليه، ومحاولتهم التأثير فيه لنقله إلى مربع الكسل والرتابة في العمل، كي لا يتميز منهم".

وبين أن بعض الموظفين سلبيون في العمل، ويرون كل إنجاز أنه شغف البدايات فقط، ولكنهم لا يعلمون أن الموظف المجتهد يمكنه أن يكمل طريقه، لو وجد دعمًا ومساندة.

تابع عبد الواحد: "لذلك إن المطلوب من الموظف أن يتجنب هؤلاء الأشخاص ويبتعد عنهم، كي لا يحبطوه ويثنوه عن عمله وتميزه، وعليه أن يقنع نفسه بأن من يعمل بجودة عالية يطور نفسه أولًا".

وأكمل: "عليه ألا يسمع كلام المحبطين من حوله، وأن يستمر بأداء عمله على أكمل وجه، وألّا يتخاذل، ولا يتأثر بإنجازات الآخرين الضعيفة، لأن طموحه وتفانيه في العمل سيحققان له النجاح فيما بعد، وسينال الرضا الوظيفي الذي كان يتمناه منذ البداية".

وأكد عبد الواحد ضرورة أن تكافئ المؤسسة الموظفين المجتهدين فيها، حتى يستمروا في تقديم أعمالهم المتميزة، لتحميهم من التأثر بغير المجتهدين من زملائهم، مبينًا أن هذا الدعم يتخذ شكلين: معنويًّا وماديًّا، في المجالات كافة.