فلسطين أون لاين

​الكتاب يصنع سلاحًا ويروي "شهدًا"

...
غزة - حنان مطير

في زاويةٍ من زوايا عريشةٍ نُصِبت في مخيم العودة شرق غزّة جلست شهد دلّول (14 عامًا) باتّزانٍ وهدوءٍ مُشاركةً في إحدى فعاليات مسيرات العودة الكبرى باسم "العائد المثقّف".

وشهد هي طفلةٌ ثائرةٌ خطّت بحنجرتها حروفًا من رصاص أثلجت بها صدور الفلسطينيين وكل عربي صاحب نخوةٍ واخترقت قلب العدوّ حين وقفت أمام وسائل الإعلام بعد انتهاء عدوان 2014 على غزة لتصف جيش الاحتلال الناطق باسمه "أفيخاي أدرعي" بأنهم فئران حيث قالت: "متى ستفهمونها؟! أنتم فئران ونحن الأقوياء، أنتم لستم إلا دولة احتلال ظالمة فاسقة لا يوجد في قلوبكم أي رحمة، أنت وكل جيشك كاذبون يا أدرعي، والله سنحرر فلسطين وسنسجد ركعات شكر لله في المسجد الأقصى سنطردكم وسندوس على آخر جثة صهيوني في فلسطين بأقدامنا الشريفة".

شهد من سكان "تل الهوا" والتي تعود بأصولِها لقطاع غزّة، ترى أن الثقافة سلاحٌ مهم وأساس في حياتِنا وفي كل مكان، لذلك فهي تحرص عليها، فتقول: "الكتاب وحروفه هو ما يصنع الإنسان وما يصنع السلاح أيضًا، بل إن السلاح والمقاومة العسكرية والسلمية بدون كتاب جهل".

ثم تضيف: "إنها كالسيف بيد المجنون، ومن يرتوي من الكتب يشعر بطعم حلاوة الكلمات وقيمتها، وحينها سيكون القارئ قادرًا على تحليل الأمور ووضعها في إطارها السليم"، لذلك تجد شهد دائمة القراءة للكتب المختلفة والشعر، بل وتؤلف الشعر أحيانًا وفق قولها.

وتلقي لـ"فلسطين" بعضًا من كلماتِها الشعرية: "إن الذي قد باع حُسنكِ بالترف، باع الثمين ودمع عينه ما ذرف، ما عاد قلبي يشتكي أوجاعه، كل القلوب أصابها مرض الصّلف، كل الأماكن في العيون شواغرٌ، تستطلع الأخبار فالقدر انكشف، أقصاكٍ يا قدس العروبة هزّني، بحنين شوقٍ مسّ قلبي فاعترف".

وترى شهد أن "الكاوشوك" وكل ما يتعلّق به في مسيرة العودة كسر كل القواعد في الجرأة والتحدي، وتقول: "في ذلك الدّخان وتلك العجلات السوداء يبرز صمود الشباب والفتية الثائر، لقد أبدعوا في جمعِه وتوزيعه وإشعالِه، فكانوا غير تقليدين في مواجهة المحتلّ".

وحول مسيرات العودة فإن الطفلة شهد تشعر حيالها بالتفاؤل، وترى أنها تأتي كرد فعل طبيعي وفطري لمن خرجوا من ديارهم قسرًا، معبرةً: "طبيعة البشري أن يميل إلى الأرض التي عاش بها وعاش بها أجداده فكيف إن كانت القدس والمسجد الأقصى هي جزء من أرضنا المسلوبة؟".

وتقول: "واجب علينا تجاه أجدادنا وبلادنا المسلوبة أن نعيد أراضينا فلا يُسجل التاريخ علينا أننا مفاوضون أو متراجعون أو متخاذلون، فهذا عار لا نقبله".