فلسطين أون لاين

"ساق الله على أكل زمان".. طعامٌ وغناء ومودة

...
غزة - نسمة حمتو

في محاولة منهن لاستعادة جمال الأيام القديمة التي كُن يجتمعن فيها معًا ليصنعن الأكلات التراثية، شاركت العديد من النسوة في مبادرة "ساق الله على أكل زمان"، فيها ينتجن المفتول والسماقية والكشك والرمانية وكثيرا من الأكلات القديمة التي يبرعن في صناعتها.

تقوم فكرة هذه المبادرة على صُنع عدة أكلات تراثية، يتم إعدادها في مخيم العودة، بكميات كبيرة، وتوزيعها على المشاركين في المخيم.

رسالة النسوة

قال محمد أبو رمضان، مدير الاتحاد العام للهيئات الشبابية الراعية لهذه المبادرة: "فريق عين الحياة قدم فكرة هذه المبادرة لإحياء الأكلات التراثية الفلسطينية، وتتولى تنفيذها نساءٌ من مخيم النصيرات، إذ يصنعن أكلة المفتول التراثية المعروفة والمفضلة لدى الكثيرين".

وأضاف لـ"فلسطين" أن الهدف من هذه المبادرة هو إحياء الأكلات التراثية، وإيجاد أجواء من المودة والحب بين النساء المشاركات في مسيرات العودة، متابعا: "هؤلاء النساء أردن العودة لـ(أيام زمان) عندما كن يجتمعن ويصنعن الولائم في الحفلات والمناسبات السعيدة".

وواصل: "لم تكتفِ النساء بتقديم وجبات المفتول للمشاركين في مخيمات العودة، بل شاركن في الكثير من الفقرات الفنية التي بدأنها بالأهازيج والغناء وترديد الأشعار القديمة".

وبين: "هي رسالة من النساء المشاركات، فالمرأة الفلسطينية كان لها دور بارز في النضال الشعبي الفلسطيني وكان لها دور كبير في المقاومة ودعم الرجل الفلسطيني على مدار التاريخ النضالي الفلسطيني، لقد أردن أن يقلن للمحتل إننا ندعم أبناءنا ولا نخشى عليهم منك ومن جبروتك".

وقال أبو رمضان: "هذه الفعاليات تشجع المشاركين في مخيمات العودة على الاستمرار في حراكهم السلمي، وهي بمثابة تحدٍ للواقع الصعب الذي يعيشه سكان القطاع غزة".

وأضاف: "أردنا من خلال هذه الفعاليات أن نقول للاحتلال الإسرائيلي إننا باقون في أرضنا، رغم استهدافه لنا ورغم عمليات القتل اليومية وبتر أقدام الأطفال والشباب، فنحن سنبقى صامدين في مكاننا، لا أحد سيغير اتجاهنا أو يبعدنا عن دورنا الوطني".

وأوضح: "هذا الواجب مطلوب من كل الجهات الفعالة والجمعيات المعنية، نريد أن نعيش حياة طبيعية على الحدود، وأن يتخلل هذه الحياة كل ما هو متعلق بالتراث وبعاداتنا وتقاليدنا التي نشأنا عليها".