فلسطين أون لاين

​التوبة قبل رمضان تفتح باب الثواب فيه

...
غزة - صفاء عاشور

أيام قليلة تفصلنا عن الدخول في شهر رمضان المبارك، ذلك الشهر الذي يطمح فيه المسلم لنيل الحسنات والوصول إلى المراتب العلى في العبادة والتضرع إلى الله، إلا أن الوقت يسرق البعض أحيانا، فيُفاجأ في نهاية الشهر الفضيل أنه مرّ كغيره من الشهور دون تحقيق تقدم على الصعيد الإيماني، فيكون قد غفل عن أداء العبادات، أو ربما كانت ثقيلة على نفسه فلم يقُم بها، ولتفادي الوقوع في هذه المشكلة، لا بد من تجديد التوبة..

الأستاذ المشارك بكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية الدكتور ماهر السوسي أوضح أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يخص عباده بالخير والإجزال في العطاء فإنه يعطي العابدين والمطيعين له أكثر من العصاة.

وقال في حديث لـ"فلسطين: "أرأيت لو أن أباً أراد أن يخصّ أبناءه ببعض الهدايا إكراماً لهم، فهل من المنطقي والمعقول أن يعطي أبناءه المطيعين مثلما يعطي من عصوه من أبنائه، أم أنه سيخص المطيعين بأكثر مما يعطيه للعاصين تشجيعاً للمطيعين، وتحفيزاً للعاصين على الإقلاع عن معصيتهم حتى ينالوا فيما به مثلما نال إخوتهم المطيعين؟!".

وأضاف: "وهذا هو الحال في شهر رمضان، وهو الشهر الذي يضاعف فيه الله أعمال العباد، ويُجزل لهم فيه العطايا، وهو شهر مغفرة الذنوب، وقد دلت النصوص النبوية على أن الله تعالى يعطي على الصوم ما لا يعطيه على غيره من العبادات، ولكن هل يعطي الله الذين يعرضون عنه ويعصونه طيلة العام كما يعطي غيرهم من المطيعين والمتقربين له بصنوف القربات المفروضات والنوافل؟!".

واستدل بقول الله تعالى: "كل نفس بما كسبت رهينة"، وقوله عزّ وجل في آية أخرى: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ".

وأشار إلى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها: "أجرك على قدر نصبك"، مبينا: "والنصب هو التعب والمشقة، فبقدر ما يتعب الإنسان في عبادته لله تعالى بقدر ما يكون له أجر، وبقدر ما يقدم الإنسان من طاعات وقربات لله يكون له بها أجر من الله تعالى".

وبين د. السوسي أنه بناء على ذلك؛ فإن كل من أراد أن يغتنم "موسم التجارة مع الله تعالى" في شهر رمضان، فإنه ينبغي أن يستقبل هذا الشهر وقد تخفف من ذنوبه بالتوبة، لأنه لا يليق بمن يطلب الأجر من الله تعالى أن يطلبه وهو في حال المعصية.

وذكّر بشروط التوبة حتى يقبلها الله، وهي الندم على الذنوب، والإقلاع عنها، وعقد العزم والنية على عدم الرجوع إليها مرة أخرة، ورد المظالم إلى أهلها في حال كان الإنسان قد تسبب بخسارة مادية لغيره من البشر فعليه تعويضه عنها.

وأشار د.السوسي إلى أن الله تعالى وعد بقبول توبة من يتوب، حيث قال في كتابه الكريم: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".