تسببت المعارك التي يخوضها الجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر، في إصابة عدد كبير من جنوده بـ"اضطراب ما بعد الصدمة"، إلا أن إعادة هؤلاء الجنود لساحات الحرب قبل تعافيهم تثير حالة من القلق في الأوساط الطبية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
ووفقاً للصحيفة فقد لاحظ موظفو العيادة في الآونة الاخيرة اتجاهاً اعتبروه مزعجاً وقد يعرّض المرضى ورفاقهم للخطر، وهو تلقي العديد منهم أوامر جديدة للعودة إلى الخدمة العسكرية رغم عدم إكمال علاجهم من اضطراب ما بعد الصدمة، ما يعني أنهم غير لائقين عقلياً للعودة إلى ساحة المعركة.
وفي حالات أخرى، يقرر بعض الجنود من أنفسهم وقف علاجهم تماماً أو مؤقتاً من أجل العودة إلى الخدمة، ما قد يترتب عليه تفاقم أعراضهم، ويثير مخاوف بشأن قدرتهم على اتخاذ القرارات أثناء القتال، وفق المختصين.
الصحيفة أوضحت أن العيادة كشفت عن "معاناة الجنود المصابين باضطراب ما بعد الصدمة من الذكريات المزعجة للأحداث، وفي بعض الحالات الانفصال عن الواقع، ما يترتب عليه صعوبة في التركيز والشعور بالتوتر المستمر والكوابيس واضطرابات النوم والقلق وتصور العالم كمكان خطير".
وهذه الأعراض، بحسب العيادة، "تتطلب وقتاً طويلاً للتعافي مثلها مثل الإصابات الجسدية، ما يجعل استدعاء الجنود المصابين بها قبل الأون لجبهات القتال أمراً مقلقاً وخطيراً عليهم وعلى زملائهم في المعارك".
وقبل أسبوع نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن منظمة نفغاشيم الإسرائيلية أن آلاف الجنود الإسرائيليين يعودون من قطاع غزة وهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.
وأضافت جيروزاليم بوست نقلاً عن المنظمة أن أكثر من 10 آلاف جندي في الاحتياط طلبوا تلقي خدمات الصحة العقلية.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن 10 ضباط وجنود إسرائيليين انتحروا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عدد منهم انتحر خلال المعارك في مستوطنات غلاف غزة.
ومنتصف شهر مارس/آذار الماضي أقر الجيش الإسرائيلي بأنه يواجه المشكلة الكبرى في الصحة النفسية منذ عام 1973، وذلك على خلفية الحرب التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مع جيش الاحتلال منذ طوفان الأقصى.