فلسطين أون لاين

​والد الشهيد البطش: الاحتلال اغتال ابني لتفوقه العلمي

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

لا يرى والد الشهيد الدكتور فادي البطش (35 عاما) سببا لاغتيال نجله البكر إلا تفوقه العلمي الذي رافقه منذ صغره إلى لحظة استشهاده، أثناء توجهه لصلاة فجر يوم أمس في منطقة سكنه في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

وعندما كان الشهيد البطش يقص شريط الثانية عشرة من عمره، عاد إلى منزل عائلته رافعا بين يديه درعًا تكريميًا لتفوقه في المرحلة الإعدادية على مستوى مدارس مدينة تبوك كبرى مدن شمال المملكة العربية السعودية، حيث ترعرع هناك قبل أن ينتقل مع عائلته إلى قطاع غزة عام 1995.

ويقول الحاج محمد البطش والد الشهيد: "كان فادي متفوقا منذ سنوات طفولته الأولى دينيا وعلميا، فقبل أن يبلغ الخامسة عشرة من عمره أتم حفظ القرآن الكريم كاملا ثم أتقن قراءته بعدة روايات، وإلى جانب ذلك كان متميزا في حصد الجوائز والهدايا لإبداعاته الهندسية سواء على مستوى المدرسة أو المنطقة التعليمية".

ويضيف لصحيفة "فلسطين" "كان حلم الهندسة يراود فادي منذ طفولته، لذلك لم يتردد إطلاقا في دراسة الهندسة الكهربائية عندما أنهى المرحلة الثانوية العامة والتحق بالجامعة الإسلامية وفيها أيضا حصل على درجة الماجستير بتفوق، لتبدأ طموحات نيل الدكتوراه وصولا إلى درجة البروفيسور تلاحقه".

وفي عام 2016 حصل الشهيد على الدكتوراه في الهندسة الكهربائية ثم عمل محاضرا في جامعة كوالالمبور -قسم الهندسة الكهربائية- وفي ذات العام أيضا نال جائزة منحة "خزانة" الماليزية كأول عربي يتوج بها، كما حصل على براءات اختراع عدة لتطويره أجهزة إلكترونية ومعادن لتوليد الكهرباء.

ويوضح والد الشهيد أن فادي كان يستعد قبل اغتياله بساعات قليلة للسفر إلى مدينة اسطنبول التركية لترؤُّس مؤتمر علمي متخصص بالهندسة هناك، متهما الاحتلال الإسرائيلي باغتيال نجله البكر، كونه المستفيد الأول من اغتيال العقول العربية الفذة، فكيف الحال إن كان فلسطينيا؟ وفق ما يتساءل الحاج محمد.

وعن اللحظات الأخيرة للشهيد، أشار الوالد إلى أن ابنه تحدث مع عائلته في غزة مطولا قبل اغتياله بأيام قليلة كاشفا لهم استعداداته الخاصة لشهر رمضان وعن مدى اشتياقه لقطاع غزة ولأهله.

أما رفيق الشهيد في غربته، عبد الله أبو مصطفى فوصف فادي البطش بـ "العالم العابد"، ويقول: "منذ أن تعرفت على فادي في مطلع عام 2009 رأيت منه اهتماما شديدا بتعلم كل جديد وتطوير مهاراته بالهندسة وحتى وإن كلفه الأمر السفر هنا أو هناك رغم أن ظروفه المالية في سنوات غربته الأولى لم تكن تسمح بذلك".

ويضيف أبو مصطفى لصحيفة "فلسطين": "في رمضان كان ينعزل بشكل شبه تام عن الحياة العامة ويعتكف في المساجد نهارا وفي الليل يؤم المصلين في صلاة التراويح بصوته الندي وقراءته المتقنة.. سيفتقده الآلاف من العرب والعجم في شهر رمضان المقبل".