زنزانة ضيقة بالكاد تتسع لوقوف الأسير، وكرسي وطاولة "الشبح"، ملابس السجن، وصور لأسرى فلسطينيين.. أيقونات احتواها معرض "عودتنا قريبة وحريتكم أقرب"، تتقدمها صور الأسرى: مروان البرغوثي، ومحمد النتشة، وخالدة جرار، وعبد الله البرغوثي، تقابلهم صورة لأربعة من جنود الاحتلال المفقودين بغزة.
زوايا المعرض الذي افتتحته وزارة الأسرى والمحررين، أمس، بمخيمات مسيرة العودة شرق غزة، كانت تروي مشاهد الزنزانة التي يمكث فيها الأسرى وأساليب تعذيبهم، وتحتوي إبداعات ومشغولات الأسرى اليدوية التي أوقفها الاحتلال، وفي أخرى صورة للزجاج العازل مكتوب أسفلها "عازل الصوت لا يمنع القلوب أن تصغي لنبض بعضها.. هذا ما لم يفهمه المحتل"، ونصوص من وثيقة جنيف الرابعة.
لوحات فنية
بريشته يوشك الرسام أحمد السحار على الانتهاء من رسمته في زاوية الرسم في المعرض، وهو يضع بحركات دقيقة اللمسات الأخيرة، لتكتمل اللوحة لقبضة يد يمرّ المتظاهرون من أسفلها إلى أراضيهم المحتلة عام 1948.
وقال السحار لصحيفة "فلسطين": "جسدت بلوحتي حقّ العودة، وهي تعبر عن صمود شعبنا الذي يدخل من أسفل القبضة للاتحاد بمسيرة سلمية".
بالقرب منه انتهى محمد صيام من رسمته، لقبضة يد ترفع إشارة النصر وبجوارها طائر، ترمز للصمود والحرية، وإلى جانبه كان محمود بكرون منشغلًا في وضع تعديلات على رسمتيه، الأولى لأسير يتعرض للتعذيب بطريقة "الشبح"، والأخرى لأسير يمسك القضبان بيديه، وبالخارج يقف عصفور حزين على حاله.
وفي الأثناء كانت إيمان نوفل كغيرها من الوافدين تتنقل بين جنبات المعرض، لكنها أطالت النظر في صور توضح معاناة الأسرى، "تعذيب الأسرى شيء مؤثر وصعب علينا" بهذا بدأت حديثها لنا، وتقول: "الأسرى في قلوبنا ومشاعرنا ولا ننساهم أبداً".
كتاب وسيرة
وبينما يطوف الوافدون المعرض، كان الحاج أحمد الشعراوي يجلس في زاوية الكتب الخاصة بالأسرى، ويقلب صفحات حياة خنساء فلسطين "أم نضال" فرحات.
التفت لاقترابنا منه وبادرنا بالقول: "واجب علينا أن نعرف عن حياة الشهداء والأسرى حتى ننشرها ونعلمها للناس"، مثنياً على الخنساء "أم نضال هذه المرأة المناضلة التي ضحت في حياتها في سبيل الوطن، تمثل الكفاح والجهاد".
وحرص على المشاركة في المعرض والنظر لأحوال الأسرى ومشاكلهم وتعامل الاحتلال الإجرامي معهم.
من ناحيته، قال وكيل وزارة الأسرى والمحررين بهاء المدهون: "اخترنا أن يكون المعرض بهذا المكان وهذه البقعة التي تطل على مشارف أرضنا لنربط عذابات الأسرى ودماء الشهداء التي سالت بالأرض والعودة، ونقول للأسرى واجب علينا أن نسير بلا تردد في إتمام الطريق التي بدأناه حتى العودة".
ويضيف المدهون لصحيفة "فلسطين": "إننا نحمل الراية حتى يعود الأسرى وتتحقق الحرية، فهذا المعرض الذي أطلقنا عليهم اسم عودتنا قريبة وحريتكم أقرب، هي رسالة للأسرى أن الحرية قريبة".
وبين أن المعرض يجسد طرق التعذيب التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى، بهدف إيصال معاناتهم للجمهور الفلسطيني لوضعهم أمام معاناة الأسير من كثب.