فلسطين أون لاين

​مصريٌ يشارك الغزيين دفاعهم عن حق العودة

...
غزة - نسمة حمتو

"ليس لي مئات الدونمات احتلّها العدو أبدًا، ولكنني أشارك في مسيرات العودة حتى إذا دخل الفلسطينيون إلى أرضهم أذهب للصلاة في المسجد الأقصى".. هذا ما قاله المصري "أحمد الرفاعي" الذي يشارك في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار منذ أول أيامها، ولم يتغيب ولو ليوم واحد عن التوجه إلى مخيمات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، رغم كونه مصريا وليس فلسطينيًا فقد أرضه، ففلسطين والقدس أرض وقف للمسلمين جميعا، لا للفلسطينيين وحدهم، ما يجعل الدفاع عنها واجبا على كل مسلم..

في القدس

الرفاعي (26 عاما) من محافظة "بنها" في جمهورية مصر العربية، ويعيش في مدينة غزة منذ ما يزيد عن 18 عامًا، وهو متزوج من فلسطينية، وعندما سمع عن مسيرات العودة قرر التضامن مع الشباب والمشاركة في فعاليات المسيرة.

يقضي الرفاعي طيلة نهاره في خيام العودة، قال في حوار مع "فلسطين": "ليس لي أراض محتلة، ولم أُهجّر من بلدي، وحتى زوجتي أصولها من مدينة غزة، وليس لها أو لوالدها أو أجدادها أرض مُحتلة، ولكنني عندما رأيت إصرار الشباب على المشاركة في هذه المسيرات قررت أن أكون معهم".

وأضاف: "من خلال مشاركتي في المسيرة، رأيت أن الشعب الفلسطيني المظلوم مصممٌ على انتزاع حقّه، فأصبحت أمنيتي أن أدخل مع أبناء هذا الشعب إلى المسجد الأقصى وأصلي فيه".

وعن تفاصيل مشاركته في المسيرة منذ أكثر من أسبوعين، أوضح الرفاعي: "منذ انطلاق مسيرة العودة، وأنا في كل يوم أتوجه إلى الخيام في الساعة السابعة صباحًا، ولا أعود لمنزلي إلا لتبديل ملابسي والنوم في ساعات الليل فقط".

وبيّن: "أُصبت بكسر في يدي قبل أيام، وعندما تتحسن حالتي، سأجلب عربة بيع الذرة التي أعمل عليها، وأعمل هنا مع المشاركين في المسيرات".

ما دفع الرفاعي للمشاركة في هذه المسيرات هو رؤيته للشباب كيف يناضلون من أجل العودة لأرضهم التي سلبت منهم.

وطالب الرفاعي الشباب المسلمين في كل أنحاء العالم باتخاذ نفس الخطوة، بحيث يعتصموا في بلدانهم بهدف التضامن مع الفلسطينيين ومشاركتهم في المطالبة بحقوقهم.

عائلة الرفاعي في مصر لم تحاول ثنيه عن المشاركة في المسيرة بدافع الخوف على حياته، وإنما شجعه أهله على ذلك، لإيمانهم هم أيضًا بوجوب نصرة القضية الفلسطينية.

وقال عمّا رآه في المسيرة: "هذا حق لأهل غزة يجب أن يدافعوا عنه مهما كلفهم الثمن من أجل العودة إلى أرضهم مرة أخرى، وهنا الشباب يتفاعلون مع بعضهم بطريقة جميلة، الكل هنا متماسك ومترابط رغم اختلاف الانتماء السياسية، كل مشاركٍ يختلف في فكره عن الآخر، لكن لا خلاف على أمنية العودة للأرض، وهذا ما شجعني أكثر للمشاركة معهم، وكم تمنيت أن أكون فلسطينيًا في هذه الأيام".