فلسطين أون لاين

​المؤرّخ السحّار يبدأ بتوثيق حكاية العودة

...
غزة - صفاء عاشور

على مدار سنوات، عمل المؤرخ جميل السحار على توثيق تاريخ فلسطين، وجلّ ما كتبه كان متعلقًا بالهجرة، وبما تبع النكبة من معاناة وحروب وقتل وتشريد، لكنه اليوم يفتح صفحة جديدة، إذ يوثق بداية الحراك نحو العودة، إذ لم تكن مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار غائبة عن ذهنه، فهو يشارك في المسيرة ويوثّق كافة الأحداث الخاصة ليُصدر كتاباً عنها بعد انتهائها.

أستاذ التاريخ الذي تجاوز عمره الثانية والثمانين، كان معلما للتاريخ في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين لأكثر من 25 سنة، وبعد تقاعده اتجه نحو التوثيق في كتب تتحدث عن تاريخ فلسطين بكافة تفاصيله.

مشاركة وتوثيق

يتحدث الحاج جميل السحار وكأنه يتحدث عن معشوقته، وكيف لا وهي فلسطين الوطن والأرض والحلم المحروم منه منذ 70 سنة، ويؤكد أنه سيعمل طيلة حياته على توثيق كل حدث في فلسطين بالتفصيل دون نقصان.

يقول في حديث لـ"فلسطين": "أرى أن توثيق أحداث فلسطين هو جهاد من نوع آخر، فأنا لا أستطيع حمل السلاح في هذا السن ولكن استطيع أن أحمل القلم وأحارب به، لذلك أعمل على توثيق كافة الأحداث والتي آخرها مسيرة العودة الكبرى".

ويضيف: "منذ اليوم الأول لمسيرة العودة، شاركت فيها، ورأيت كيف خرج مئات الآلاف من أهالي القطاع إلى السياج الذي يفصلنا عن أراضينا المحتلة، وشعرت وقتها كأنني في الحج لكثرة الناس"، متابعا: "المشاركة في مسيرات العودة واجبٌ على كل من يستطيع أن يتحرك ويصل لمخيمات العودة، ففي هذه المشاركة إعلاء لأصوات اللاجئين بأن لهم أرضًا انتزعها منهم الاحتلال وأن حق العودة باقٍ لا يسقط مهما طال الزمان".

ومن وجهة نظره كمؤرخ، يرى السحار أن "العدد الكبير للمشاركين في اليوم الأول لمسيرة العودة عكس رغبة الناس الكبيرة بتحقيق حلم العودة، وغرسه في نفوس الأبناء والأحفاد الذين لم ينسوا أرضهم كما كانت تأمل (غولدا مائير)".

إصدارات عديدة

ولم تقتصر جهود السحار على توثيق مسيرة العودة الكبرى، بل سبقها توثيق للحروب الثلاث التي شنّها الاحتلال على القطاع، ويعكف حاليا على طباعة كتابه الأخير الذي يتحدث عن جهاد الشعب الفلسطيني خلال قرن، من 1917 حتى 2015 ويشمل الكتاب كل ما مرت به فلسطين من أحداث ومجازر وثورات وحتى أسماء الشهداء.

كما أصدر كتابًا عن جغرافيا فلسطين ويثبت أنها أرض كنعانية، وليس لليهود أي حق فيها كما يدعون، لافتاً إلى أنه ينتج هذه الكتب على حسابه الخاص دون أي دعم حكومي أو خاص.

إلى جانب توثيق أحداث مسيرة العودة الكبرى، فإن السحار يعكف حاليا على إصدار كتاب يوثق أحداث انتفاضة القدس منذ أكتوبر 2016 وحتى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" في ديسمبر من العام الماضي.

عملية توثيق مسيرة العودة، كغيرها من عمليات التوثيق السابقة، إذ يستعين فيها بأحفاده، الذين ساعدوه في أوقات سابقة على توثيق أحداث الحرب الأخيرة بشكل يومي، فمع انتهاء الحرب، انتهى هو وعائلته من توثيق كافة أحداثها في كتاب.

ويصف السحار كتبه بأنها "ميراث"، أنها تاريخ تفصيلي لفلسطين".