يحاول الصحفيون اتخاذ ما توافر من وسائل آمنة لحماية أنفسهم خلال تغطياتهم لمسيرات العودة، لتجنب جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدفهم بشكل متعمد لطمس الحقائق التي ينقلونها للعالم عبر كاميراتهم.
واستشهد المصور الصحفي ياسر مرتجى فجر السبت الماضي، بعد تعرضه لنيران الاحتلال خلال تغطيته لمسيرة العودة الجمعة الماضية شرقي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، رغم ارتدائه درعًا وخوذة للصحفيين وإشارة تدل بوضوح على أنه صحفي.
كما أصيب خمسة صحفيين آخرين برصاص الاحتلال الجمعة الماضية، خلال ممارستهم عملهم على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وقال مصور وكالة المنارة للإعلام أنس أبو دية: "رغم وقوفنا بعيدًا عن المتظاهرين لكن الاحتلال يتعمد استهدافنا، وإلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع صوبنا لمنعنا من التصوير ونقل جرائمه، وذلك أدى لفقدان الكثير منا وعيه جراء استنشاق الغاز بكميات كبيرة".
وأوضح أنه كصحفي ليس لديه أدوات الحماية الخاصة بالصحفيين في أوقات الأزمات والحروب، منبهًا على أنه يحمل روحه بين يده في كل مرة يذهب فيها لتغطية الأحداث على الحدود.
وتابع: "الشهيد الصحفي ياسر مرتجى صديقنا وزميلنا واستهدافه بشكل مباشر ومتعمد لن يردعنا، بل سيشجعنا لإكمال مسيرته الإعلامية، وإيصال صورة شعبنا الفلسطيني المظلوم لكل العالم".
وطالب أبو دية نقابة الصحفيين الفلسطينيين والمؤسسات الحقوقية بتوفير الحماية الكافية للصحفيين في الميدان، واتخاذ كافة السبل لمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه ضد الصحفيين.
من جهته، أكد مصور وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" رافي الملح، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يفرق في جرائمه بين المتظاهرين والصحفيين، رغم ارتدائهم الدروع والخوذات الصحفية ووقوفهم على مسافة واحدة بين المتظاهرين وقوات الاحتلال لتجنب إطلاق النار عليهم.
وأضاف: "معظم إصابات الصحفيين خلال المسيرات كانت في الجزء العلوي من الجسم؛ نتيجة إطلاق الاحتلال النار علينا بشكل مباشر، ما يؤكد تعمده استهدافنا".
ودعا الملح نقابة الصحفيين لعقد دورات تدريبية للصحفيين حول السلامة المهنية في وقت الأزمات، مطالباً المجتمع الدولي بإيقاف جرائم الاحتلال بحق الصحفيين.
أما مصور المركز الفلسطيني للإعلام مجدي فتحي، فقال: "أهيئ نفسي في كل مرة أذهب فيها لتغطية المسيرات لاحتمال إصابتي أو استشهادي كما حدث مع بعض زملائي، فالاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفيين لمنع كشف جرائمه".
وبين أنه يحاول الوقوف في زاوية بعيدة عن المتظاهرين وارتداء الدرع الصحفية والكمامة لحمايته، منبهًا على أن معظم الصحفيين لم يخضعوا لدورات تبين لهم أماكن الخطر خلال الحروب والأزمات، وأن سلامة الصحفي أهم من الصورة.
ووافق مصور الوكالة الوطنية للإعلام عامر السلطان زميله فتحي الرأي، وطالب الجهات المعنية ونقابة الصحفيين بعقد ورش عمل لتوعية الصحفيين بمعايير السلامة المهنية، مشددًا على ضرورة محاكمة الاحتلال على جرائمه.
وأشار إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب الجرائم ضد الصحفيين لن يثنيهم عن القيام بعملهم، وفضح جرائمه ونقل الحقيقة للعالم بأكمله.

