فلسطين أون لاين

​السلوك الفوضوي للطفل دليلٌ على غياب الاستقرار الأسري

...
غزة - رنا الشرافي

الطفل "الفوضوي" أو "المشاغب"، كما في الوصف الدارج، يُوجِد جوًّا من الفوضى سواء في البيت أو في المدرسة، وهو ما يؤثر على المحيط الذي يتواجد فيه، لا سيما داخل الغرفة الصفية، إذ يكون الطفل الأكثر حركة فيه، ولا ينتبه لشرح المعلم، ولا يستطيع أن يتحكم بتصرفاته، ويحاول دائمًا أن يلفت الأنظار إليه.

أسباب الفوضوية

الأخصائية الاجتماعية بدور شعشاعة، قالت: "الطفل الفوضوي لم يُخلق فوضويًا، ولكن هناك ظروف وأسباب جعلته هكذا، ومنها ما هو متعلق بالأهل ومنها ما هو متعلق بالمدرسة".

وأضافت لـ"فلسطين": "الأهل يلعبون دوراً مهما في تعزيز السلوك الفوضوي أو تثبيطه، وهم يتحملون مسؤولية عدم إشعار الطفل بذاته واستقلاليته في حياته، بسبب سيطرتهم على حياته، ما يدفعه إلى هذا السلوك الفوضوي بهدف التمرد على واقعه".

ورأت أن من أسباب السلوك الفوضوي أن الطفل يعيش في أسرة غير مستقرة، وبها الكثير من المشاكل، أو انفصال الأبوين وعدم اهتمامها به، وفي هذه الحالة يكون الهدف من التخريب والفوضى هو التعبير عمّا في داخله من كبت.

ومن الأسباب الأخرى بحسب شعشاعة، غيرة الطفل من إخوته، وخصوصًا عند قدوم مولود جديد، وهنا تكون الفوضة وسيلة لإثبات الوجود، وفي بعض الأحيان يكون السلوك الفوضوي بتشجع من الأهل كأسلوب للتعبير عن الذات والدفاع عن النفس.

المدرسة أيضًا

وأشارت إلى أن للمدرسة دورًا في السلوك الفوضوي للطفل، وأن على إدارة المدرسة مراقبة الطالب الفوضوي، وتحديد سبب هذا السلوك عنده، ومحاولة علاجه، لافتة إلى أن وجود عدد كبير من الأطفال في داخل الغرفة الصفية الواحدة يسبب الفوضى.

وحول تأثير وجود طالب فوضوي داخل الصف المدرسي، أوضحت شعشاعة أنه يضيع وقت المعلم ووقت الدرس، وأحيانا يضطر المعلم لوقف الشرح كأسلوب عقاب وهذا يحرم باقي التلاميذ من حقهم.

وقالت: "في حالة عدم سيطرة المعلم على هذا الطفل، فإنه سيفشل ويشعر أنه غير قادر على تحمل مسؤولية الفصل فيُحبط ويتوتر.

وأضاف أن السلوك الفوضوي من أحد الطلبة يشوش على كافة التلاميذ داخل الفصل ويقلل تركيزهم.

ولفتت إلى أن علاج الطالب الفوضوي ليس من دور المعلم وحده، وإنما يتدخل في العلاج الأهل والمرشد النفسي، مبينة: "تعديل سلوك الطفل يتطلب التواصل بين المدرسة والبيت، لتوفير توافق في طرق العلاج المُقدمة في المدرسة والبيت".

وذكرت عدة أساليب ممكن استخدامها للحد من هذه المشكلة، فمثلا عندما يقوم الطفل بأي سلوك فوضوي، يوجهه المعلم للقيام بعكس هذا السلوك، ومع التكرار يصبح الطفل قادرًا على التمييز بين السلوك الفوضوي والسلوك الصحيح، ويدرك تأثير كل منهما عليه زملائه، ومع الوقت سيتبع الطفل السلوك الصحيح.

ونصحت: "عندما يقوم الطفل بالسلوك الفوضوي على المعلم ألّا يراجعه امام الطلبة حتى لا يشتتهم، ولكي لا يشجع الطفل على تكرار السوك مجددا".

وقالت شعشاعة: "على المعلم أن يعزز الطفل الفوضوي عندما يقوم بعمل سلوك جيد، فهذا يساعده على الابتعاد عن الفوضى".

وأوصت الأبوين بضرورة تجنب إظهار خلافاتهما للطفل، والمساواة بين الإخوة، وخصوصا في حالة قدوم طفل جديد الى المنزل، فيجب على الأهل ألا يشعروا الأبناء الآخرين بأن المولود الجديد حاز على اهتمامهم كله.