كثيرة هي المتطلبات والشروط التي يمكن أن يجدها أي باحث عن العمل في أي إعلان توظيف، وبعضها مُفاجئ له، ولم يسمع من قبل، ولا يدري كيف يكتسبها، ففي القرن الحادي والعشرين تغيرت المفاهيم الخاصة بالوظائف والشروط المطلوبة لها بالإضافة إلى المهارات التي يجب يتمتع بها أي شاب ليكون قادراً على اقتحام سوق العمل.

غير مؤهل

مدرب التنمية البشرية الدكتور مؤمن عبد الواحد، قال: إن "الشاب العربي بشكل عام، والفلسطيني بشكل خاص، غير مؤهل لسوق العمل، خاصة في السنوات القادمة، حيث إنه يفتقد للمهارات الناعمة التي يمكن الحصول عليها من خلال التدريب، بالإضافة إلى افتقاده المهارات الصلبة التي يجب الحصول عليها من الحياة الأكاديمية".

وأضاف لـ"فلسطين": "عند النظر للتغيرات السوقية والتكنولوجية في سوق العمل، يمكن القول: إن الخريج الفلسطيني غير مؤهل للعمل بها، خاصة أن المادة الجامعية والأكاديمية لا تزال غير قادرة على تأهيله لهذا السوق".

وتابع: "الحياة الجامعية تمنح الطالب القليل من المهارات للتعامل في كثير من الجوانب، وللأسف لا تزال المناهج في الجامعات العربية لا تلقي بالاً للمهارات الناعمة والتي تُكسب الطالب بعد تخرجه مهارات تؤهله لاقتحام سوق العمل".

وبين أن 60% من أصحاب العمل يتجنبون خريجي الجامعات في كثير من الأعمال، وذلك لافتقادهم للكثير من المهارات المطلوبة، مثل: مهارات الاتصال والتواصل، التشبيك والقدرة على المنافسة.

ولفت عبد الواحد إلى ضرورة أنه يجب أن يبدأ الطالب مشواره في التدرب أثناء المرحلة الجامعية، وليس بعد التخرج، وأن يبدأ في تحديد مساره الوظيفي وما هي المهارات الأكثر احتياجاً لها والتي يجب امتلاكها قبل تخرجه وتوجهه لسوق العمل، مبينا: "إلى جانب تعلم المهارات التي تتناسب مع العمل الذي يطمح له، فعليه معرفة طبيعة احتياجات العالم والمهارات التي يتم الاهتمام بها".

وأوضح: "يجب أن يحتوي المنهج الأكاديمي في الجامعات على عدد من المواد التي تُكسب الطالب العديد من المهارات المطلوبة لسوق العمل، وأن يتم تدريسها بطريقة تدريبية وليس بأسلوب النظرية والإلقاء فقط".

ونصح عبد الواحد الخريج بأن يسعى للعمل في مجال تخصصه بالدرجة الأولى ليكتسب خبرة وقدرة على الإبداع والتواصل وبالتالي الاستمرار في العمل.

وأشار إلى أن المهارات الحياتية المهمة مثل المبادرة، الاتصال والتواصل والتشبيك مكتسبة وليست مورثة ويمكن الحصول عليها من خلال التدريب وبشكل غير مكلف.