فلسطين أون لاين

​لعلاقة المعلم بالطالب ضوابط لا يمكن تجاوزها

...
غزة - نسمة حمتو

المدرسة هي المؤسسة الثانية، بعد الأسرة، التي يقضي فيها الطفل ساعات طويلة من يومه، ويتعلم فيها الكثير من المعارف والمهارات، ومن المهم أن تكون العلاقة بين المدرسين والطلاب جيدة، لتنعكس إيجابياً على العملية التعليمية.

هذه العلاقة تصل أحيانا إلى تعلّق الطالب بالمعلم بدرجة مبالغ فيها، ولهذا التعلق تأثيرات سلبية يحذّر منها المختصون، لكن من الغريب أن تجد المعلم هو من يتعلق بتلميذه.

هذا الشكل من العلاقة هو ما أرّق سيدة أرسلت لـ"فلسطين" تشكو من تعلق معلمة ابنتها بها، فالمعلمة عقدت صداقة مع التلميذة ذات الاثنا عشر عاما، تبوح لها بتفاصيل حياتها الشخصية، وتشكو لها ما تعانيه في محيطها الاجتماعي، وتتواصل معها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعد انتهاء الدوام المدرسي، وهو ما أثر على الطفلة بشكل كبير وأكسبها عادات وصفات سيئة..

قيود وضوابط

الأخصائي النفسي والاجتماعي إياد الشوربجي قال لـ"فلسطين": "بشكل عام، إذا كانت العلاقة إيجابية مع المدرسين، نلاحظ أن الطالب يصبح أكثر تفاعلاً فكرياً وعاطفياً، وبالتالي تزيد من مهاراته، أما إذا كانت العلاقة سلبية ربما يصبح الطفل انعزالياً وأقل اكتراثاً واستمتاعا بالعملية التعليمية، ولا يعطي اهتمامًا للتحصيل الدراسي وتصبح البيئة المدرسية بيئة منفرة".

وأضاف: "ولكن ينبغي أن تكون العلاقة بين المعلم والطالب مُقيّدة بضوابط لا يتم تجاوزها، أما إن خرجت عن المطلوب، فإنها تؤثر سلباً على المعلم وأدائه التعليمي، وتؤثر أيضاً على الطالب".

وتابع: "الأصل أن تكون هذه العلاقة أقرب إلى العلاقة الرسمية، فتحفظ كرامة المعلم ورسالته السامية، ولا تقلل من هيبته وشخصيته أمام طلابه".

وأوضح الشوربجي: "على المعلم ألّا يتحدث عن مشاكله الخاصة أو ظروفه الحياتية لأي من طلابه، لأن الأمر سينعكس سلباً على الطالب، وقد تكون مأخذًا سلبيًا على المعلم، وربما يفشي الطالب الأسرار للآخرين، وبالتالي قد تصيب المعالم مشاكل هو في غنى عنها".