فلسطين أون لاين

​التربية الخاطئة أول أسباب "الأمراض العُصابية" عند الأطفال

...
غزة - رنا الشرافي

كثيرًا ما يعاني الأهل من مشاكل مع أطفالهم دون أن يعلموا أنهم قد يكونون السبب في هذه المشكلات، ولا يتوقعون أن يكون أطفالهم مصابين بأحد الأمراض "العُصابية" التي يمكن أن تتطور إلى اكتئاب وانطواء أو عنف وعدوان.

والأمراض العُصابية هي من الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان، وتسبب تغييراً جزئيا في الشخصية، ولكنها لا تتضمن تلفاً في الجهاز العصبي، وهي اضطراب وظيفي ديناميكي المنشأ وليس فسيولوجي، وقد تصيب الأطفال بسبب أنماط التربية المختلفة، ومن أمثلتها عصاب القلق، وعصاب الرهاب، وعصاب الوسواس القهري..

عن هذه الأمراض يحدّثنا أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى الدكتور درداح الشاعر.

التربية أساس

قال الشاعر إن "أنماط التربية التي يستخدمها الأبوان إما أن تتصف بالمرونة والسهولة وهو ما يُسمى بالتدليل، أو تعتمد على القسوة والتسلط، أو يكون أساسها أسلوب الاتزان والذي يكون فيه حب كبير وخشية قليلة فتخرج شخصية الطفل متوازنة".

وأضاف عن النوع الأول: "هذا النوع من التربية يصنع شخصية عدوانية، ويكون أول ضحاياها الوالدين أنفسهما الذين قاما بتدليل هذا الطفل وتعويده على حب الذات والتسلط، وعدم مراعاة شعور الآخرين أو مشاركتهم".

وعن نمط القسوة، يتابع: "ينتج إنسانًا منطويًا، يكون في مستقبله إما ناقمًا على المجتمع ويُستثار لأتفه الأسباب، أو يكون منطويا على ذاته ولا يتفاعل مع الآخرين ويصاب بالعديد من الاضطرابات، أبرزها العزلة الاجتماعية".

وبين أن الانطواء والعزلة الناجمين عن نمط التربية الثاني، ينتُج عنهما العديد من الأمراض العصابية أشهرها مرض الاكتئاب والعزلة، وقد يظهر على الطفل طيف التوحد، ناهيك عن الثورة الانفعالية التي قد تصيبه بشكل مفاجئ والرغبة في الانتقام والعدوان على أقرانه.

وأكد أن أفضل أنواع التربية هو الأسلوب القائم على التوازن بين التدليل والقسوة حسب المواقف وما تقتضيه من تصرف من قبل الوالدين حتى تنشأ شخصية مسؤولة ومراعية للآخرين بعيدة عن العنف والتسلط والنقمة من المجتمع.

العلاج

وفي معرض رده على سؤال "فلسطين" كيف يمكن للأهل علاج أو تخفيف حدة التصرفات التي يقوم بها عن الطفل بسبب هذه الأمراض العُصابي"، قال الشاعر: "لو مارس الإنسان حياته الطبيعية بشكل اعتيادي سيشعر بنوع من الراحة والتخفيف النفسي".

وفسر معنى كلمة "طبيعية" بقوله: "بمعني أن يقسم وقته ما بين الطعام والشراب والاسترخاء والراحة"، مبينا أن العائلة إن اصطحبت الطفل للمتنزهات وشاركته بعض أنماط الألعاب التي يفضلها سيكون لذلك أثر إيجابي عليه.

وأوضح أن لكل أسرة نظاما اجتماعيا واضحا في المأكل والمشرب والتنزه ومشاهدة التلفزيون، وبالتالي بإمكانها أن تشعره بنوع من "التخفيف النفسي" والذي يساعده على تفريغ الشحنات السلبية التي يتعرض لها من الأهل أو من المجتمع وأن يمارس حياته بشكل طبيعي كأي شخصية متوازنة في هذا المجتمع.