تشتد وتيرة المخططات الاستيطانية في القدس والمسجد الأقصى تنفيذًا للوعد الأمريكي للصهاينة (وعد ترامب) الذي يتمثل في الاعتراف بيهودية الدولة ودعم الاستيطان ونقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، وتمويل المشاريع الاستيطانية، حيث يستعد الصهاينة والأمريكان لاحتفالات ذكرى قيام الكيان الصهيوني واغتصاب أرض فلسطين ولكن بطريقة مختلفة، إذ سيعمل الأمريكان على تنفيذ وعد (ترامب) عبر إكمال إجراءات نقل السفارة الأمريكية من (تل أبيب) إلى القدس في الرابع عشر من مايو القادم، ثم استكمال باقي مخططات تهويد القدس والأقصى والعمل على تنفيذ مخططات التقسيم الزماني والمكاني للقدس وذلك بهدف السيطرة الكاملة على القدس .
ما يحدث في القدس والأقصى من جرائم استيطان وتهويد خطير جدا، حيث بلغت نسبة المستوطنات في القدس حوالي 80% ولم يتبق للفلسطينيين شيء، وقد كشف حديثا وزير الاستيطان في الحكومة الصهيونية (يؤاب غاليت) عن المخططات الاستيطانية في القدس، مشددا أن هناك اكتظاظا سكانيا في القدس وأن مخططات الوزارة تشير إلى حاجة مدينة القدس المحتلة إلى مليون وحدة استيطانية جديدة خلال العشرين عام القادمة، سيتم تخصيص 20% من الوحدات الاستيطانية لليهود المتدنيين (الحرديم) و60% لليهود (العلمانيين) وستشرع سلطات الاحتلال هذا العام ببناء خمسة آلاف وحدة استيطانية جديدة على التلة البيضاء جنوب غرب القدس، وسبعة آلاف وحدة استيطانية جديدة في المنطقة الصناعية في قلنديا، وألف وحدة في مستوطنة (بسغات زئيف)، حيث صادقت الحكومة الصهيونية الأسبوع المنصرم على هذه المخططات وجاري تنفيذها، كما أعلنت جمعية (العاد) الصهيونية الاستيطانية عن إقرار ( 11 ) مشروعا استيطانيا جديدا في البلدة القديمة في القدس، حيث ستحال العطاءات بخصوصها إلى شركات المقاولات المختلفة من أجل القيام المشاريع الاستيطانية، وأكدت الجمعية الصهيونية في بيان صحفي أنها ليست بحاجة لموافقة على هذه المشاريع من الحكومة الإسرائيلية أو بلدية القدس المحتلة، وستعمل جمعية (العاد) علىبناء مشروع "ترفيهي" استيطاني ما يسمىخط (أوميجا للتزلج الهوائي) الذي يبدأ من مسار منطقة جبل المكبر باتجاه حي سلوان، وستعمل على تنفيذ سلسلة مشاريع في جنوب البلدة القديمة من القدس، بحجة دفع السياحة الأجنبية والداخلية خاصة في مناطق الحي الثوري وحي سلوان و"جورة العناب" وعين سلوان ورأس العمود ومنطقة باب المغاربة، وفي ساحة البراق والبلدة القديمة - منطقة الأنفاق.
تمر قضيتنا الفلسطينية بمراحل مفصلية وخطيرة وهي تواجه مؤامرات الأمريكان والصهاينة وتواجه صفقة القرن وتواجه التهويد والاستيطان اليومي بهدف تقسيم القدس وتدمير الأقصى الهيكل المزعوم.
الاحتلال الصهيوني يسارع الخطى لتنفيذ أكبر عدد ممكن من المشاريع الاستيطانية في القدس،وينتهز فرصة وجود الرئيس الأمريكي ( ترامب) خاصة أن صفقة القرن تقوم بالأساس على تهويد القدس والمسجد الأقصى، حيث يواجه الفلسطينيون هذه الأيام املاءات أمريكية تستهدف القدس والأقصى وهو ماكشف عنه أمين سر اللجنة التنفيذية في المنظمة صائب عريقات في تقرير قدمه للمجلس الثوري لحركة فتح تحدث فيه عن (إملاءات الرئيس ترامب المرحلة الجديدة) وتتمثل في اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الكيان ونقل السفارة الأمريكية إليها وفرض عملية سلام جديدة في الشرق الأوسط يمكن تسميتها حسب عريقات (المرحلة الأمريكية الجديدة – فرض الإملاءات ).
إن الصهاينة يرتكبون ليل نهار جرائم تهويد القدس والعرب غارقون في شهواتهم وملذاتهم واقتتالهم الداخلي بل يتهافت العرب على نسج وتوطيد العلاقات مع الصهاينة، حيث أعلن قبل أيام الحاخام الأمريكي الصهيوني (مارك شناير)، عن تقارب بين عدد من دول الخليجوالكيان قائلا : إن دول الخليج العربي تنتظر من رئيس الحكومة الإسرائيلية (نتنياهو) اتخاذ خطوة جريئة وشجاعة لبدء عملية إقامة علاقات دبلوماسية معهما، وهذا ما يسعى له الكيان دوما للتغطية على جرائمه بحق القدس والأقصى وكسب ود الدول العربية ونسج علاقات طيبة معهم.
تواجه مدينة القدس هذه الأيام مؤامرات وخططا صهيونية لاستكمال تهويدها والسيطرة الكاملة عليها ويواجه أبناء القدس التشريد والإبعاد والطرد، حيث يخطط الأمريكان الصهاينة لمراسم نقل السفارة الأمريكية للقدس في ذكرى نكبة فلسطين وذكرى نكبة القدس.. وهل من ينقذ الأقصى من هذه الجرائمالخطيرة بحق مقدساتنا وأرضنا الفلسطينية ؟؟؟!