دار حوار بيني وبين فتاة حول انعدام الفرص في الحياة، اقتنعت الفتاة من داخلها أن الدنيا كلها "واسطات"، وهي لا تؤمن بوجود فرص مناسبة لها.
الفتاة خريجة لغة إنجليزية وتحب العمل الإعلامي كثيرًا، ومن أحلامها أن تكون مذيعة مشهورة، وربما يعتقد البعض في الوهلة الأولى بوجود تناقض بين التخصص والحلم، وحتى الفتاة كانت معتقدة ذلك؛ ولكن يمكن تسخير هذا التخصص في الإعلام من خلال الدمج بين الموهبة والتخصص.
اكتشفت خلال حواري مع الفتاة أنها لا تعرف طريقة الوصول إلى الفرصة التي تريد الحصول عليها، مع وجود بعض المحاولات التي باءت بغير النجاح ولكن جعلتها قريبة من حلمها.
اقترحت على الفتاة أن تبرز مهاراتها وتجعل من صوتها منتجًا من خلال الاستعانة بوسائل الإعلام الاجتماعي من باب "سوِّق نفسك" كفتح قناة إذاعية على الإنترنت أو إسقاط صوتي على بعض أفلام اليوتيوب (Youtube)، إضافة إلى طرق أبواب الوسائل الإعلامية للحصول في البداية على فرصة تدريب تكون بوابة عبور نحو تحقيق الحلم.
إن طريقة التفكير تساعد في سرعة العثور على المفتاح الضائع، فالتفكير السطحي تجاه الأشياء يجر صاحبه إلى الهاوية، والذي يعتمد على الاتكالية، والنظر من زاوية واحدة، ثم في نهاية المطاف يعيد صاحبه نفس المحاولات التي فشلت في السابق للوصول إلى الفرصة ذاتها وهذا ما نسميه نظرية "الاستعباط".
هناك نوعان من التفكير، الأول يجلب لصاحبه فرص محدودة وهو "التفكير العمودي" ويردد صاحبه "لا أعمل إلا في مجال تخصصي"، يعطي لنفسه بديلا واحدا وتجد أعدادا كبيرة من أصحاب هذا التفكير في صفوف البطالة لأن خياراتهم انحصرت، وهم حتى اليوم لم يجدوا المفتاح الضائع.
وهناك نوع آخر من التفكير، وهو "التفكير الأفقي" الذي يعطي صاحبه المزيد من الفرص والبدائل، وفي محاولة لتطبيق هذا النوع من التفكير مع مجموعة من المتدربين، سألت إحدى الفتيات عن تخصصها الجامعي قالت: تاريخ، ثم طلبت من باقي المتدربين المشاركة في اقتراح بعض الوظائف التي يمكن أن تعمل بها الفتاة وفق تخصصها وكانت "مدرسة، صحفية تخصص تاريخ، مترجمة، أديبة، مرشدة أثرية،..."، وجميع هذه الوظائف تتقاطع مع دراسة الفتاة، ولكن بقولبة مختلفة، أصبح لدى الفتاة خيارات وبدائل متعددة.
هناك إشكالية عند البعض حول ارتباطات قناعة الذات باستحالة وجود فرص، والافتراض بأنها تكون جاهزة للبعض عن طريق الحظ أو الصدفة أو الواسطة؛ وأنا اختلف مع هؤلاء، فهذا المبدأ غير موجود في قاموس الناجحين، الفرصة تأتي إلى صاحبها "مقشرة" في حالة تهيئة الظروف لاستقبالها بالشكل الأفضل، فهي تكن خالصة لك بنسبة 100% عندما تكون أنت على استعداد لها، فهل أنت مستعد؟
أجزم أن الكثير من الشباب يمتلك ذات القناعات التي عند الفتاة، ويشكو همه للناس دون معرفة لطريقة البحث المناسبة عن الفرص، الناجح دوما يستثمر كل الموارد المتاحة ويجعلها فرص جيدة للوصول إلى الحلم المنشود.