فلسطين أون لاين

​لا بوادر لحل أزمة شركات النظافة

الصحة تطلع الفصائل والمؤسسات على أزماتها بفعل تنصل الحكومة

...
مستشفى الدرة (الأناضول)
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

أطلعت وزارة الصحة في غزة، أمس، اللجنة الوطنية لدعم وإسناد المصالحة الوطنية، ومؤسسات المجتمع المدني على صورة الأزمات المتفاقمة التي تعاني منها الوزارة مع دخول إضراب عمال شركات النظافة يومه الرابع على التوالي.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة لصحيفة "فلسطين": إن لجنة إدارة الأزمة في وزارة الصحة بحثت مع لجنة المتابعة الوطنية للمصالحة المشكلة من القوى الوطنية والإسلامية إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني، طبيعة المشاكل التي تعصف بالقطاع الصحي وتداعياتها على أرض الواقع.

وأضاف القدرة: "تم وضع اللجنة في صورة أزمة النظافة وارتداداتها على عمل الأقسام الطبية وصحة المرضى داخل المستشفيات والمراكز الصحية، قبل أن يجري وفد اللجنة زيارة لأقسام مجمع الشفاء الطبي وتحديدًا قسم غسيل الكلى والاستقبال الطوارئ".

وأوضح أن ممثلي القوى الوطنية والإسلامية وعدوا من جانبهم بالضغط باتجاه إنهاء أزمات القطاع الصحي وبحث المشاكل والتواصل مع الحكومة، حيث أكدوا بدورهم ضرورة إبعاد القطاع الصحي عن الخلافات السياسية.

وأشار إلى أن أزمة إضراب شركات النظافة عن العمل في مستشفيات وزارة الصحة في غزة دخلت يومها الرابع على التوالي صباح اليوم، دون أي أفق لحل الأزمة؛ الأمر الذي يعمق من تداعياتها على القطاع الصحي بأكمله.

وتابع القدرة: "أصبحنا نخشى على قرابة 900 مريض يغسلون الكلى ثلاث مرات أسبوعيًّا وسط أكوام من النفايات التي تحمل التلوث والسموم، فضلًا وجود أكثر من 113 طفلًا "خُدّج" (غير مكتمل نمو وبحاجة إلى رعاية خاصة)".

وذكر أن أزمة شركات النظافة خطيرة للغاية، في ظل الخشية بشكل مباشر على حياة المرضى والخشية من انتقال العدوى على المجتمع ما يتسبب بتردي الصحة العامة"، معبرًا عن أمله بأن يجري ضخ الوقود إلى مستشفيات وزارة الصحة بشكل عاجل.

وبين القدرة أن وزارة الصحة ما زالت تمارس خطة تقشف إزاء ما هو متوافر من وقود والاعتماد على تشغيل المولدات الصغيرة، إضافة إلى استمرار أزمة الأدوية في ظل وجود عجز بنسبة 45% من الأدوية و30% من المستهلكات الطبية.

وأكمل الناطق باسم وزارة الصحة: "هذا ما أدخل الفئات المختلفة لا سيما أطفال الحضانات في حالة من الوفاة المتتابعة، حيث فقدنا خمسة أطفال خدج في حضانات الأطفال منذ بداية العام الجاري"، لافتا إلى أن الوازرة تعاني أيضًا من أزمة توقف خدمات شركة التغذية بسبب تراكم الديون على الحكومة.

وحذر القدرة من أزمة خانقة في الغازات الطبية وتحديدًا غاز النتيتروس الذي يستخدم في العمليات الجراحية، والذي سينفد خلال أيام تمامًا من مستشفيات غزة رغم محاولات تطويق الأزمة.

وكان الآلاف من المواطنين شاركوا، أمس، في عدة وقفات واعتصامات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، مطالبين بحل أزمات قطاع غزة لا سيما الصحية منها.

وتركزت هذه الوقفات أمام مقر مجلس الوزراء، ومقر الأمم المتحدة، والمجلس التشريعي، ومشفى الشفاء غرب مدينة غزة، وأمام بوابة معبر بيت حانون "إيرز" شمال القطاع، وذلك بمشاركة الطلاب والعمال والصيادين والمزارعين.

يذكر أن مرافق وزارة الصحة تشهد لليوم الرابع على التوالي إضراب عمال النظافة عن العمل لعدم تلقي رواتبهم للشهر الخامس على التوالي، ما يؤثر بشكل مباشر على الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة.