فلسطين أون لاين

​محمد الفقيه يولد من جديد في الخليل

...
صورة أرشيفية للشهيد محمد الفقيه
الخليل / غزة - يحيى اليعقوبي

"بدي أسميه محمد عشان أناديه باسم والده كأنه أمامي" .. قالتها هديل عودة زوجة الشهيد محمد الفقيه بعد أن وضعت مولودها البكر "محمد" بين ذراعي جدته أم الشهيد محمد.

اختلطت دموع الفرح بالحزن ونثرت تلك العيون ماءها في لحظات قاسية على فراق ابن غالٍ وسعادة لاستقبال المولود الجديد، الذي نجا وهو في رحم والدته من محاولات الاحتلال لإجهاضه خلال الاعتداء على والدته قبل عدة أشهر.

أجواء استقبال الوافد الجديد "محمد" كما تقول أم حسين الفقيه والدة الشهيد لصحيفة "فلسطين" كانت بحذر وذلك نتيجة الخوف من اعتداءات الاحتلال عليه، كما فعلوا قبل عدة أشهر مع زوجة الفقيه ووالدها حينما حاولوا إجهاض الحمل".

بذات النبرة الممزوجة بالفرح، تكمل: "كنا متحفظين على كل شيء في استقبال المولود رغم أنه ولد قبل عدة أيام، فالخوف شيء طبيعي لأننا لا يمكن أن نؤمن للاحتلال، فما حدث معنا خلال الفترة الماضية لم يكن بسيطا".

تستذكر الأم المكلومة نجلها الشهيد: "محمد مضى إلى طريق اختارها وسعى إلى الشهادة ونالها"، موضحة أن الاحتلال يراقبهم منذ استشهاد نجلها.

تتزاحم الكلمات في خاطرها في التعبير عن سعادتها باستقبال حفيدها، قائلة: "حينما أمسكته اختلطت دموع الفرح بالحزن وتذكرت والده الشهيد "، ثم تردف: "يجب أن يكون الشعب الفلسطيني قويا يواجه كافة الصعوبات فهذا قدرنا ويجب أن نصبر لمواجهة تلك المصاعب بعزيمة قوية".

"البطولة موجودة بدماء أطفال فلسطين" .. تفتخر بتضحيات الشهداء، وتضيف: "كم من أبناء الشعب الفلسطيني ولدوا أيتاما".

ويواصل الاحتلال، كما تقول أم حسين، اعتقال نجلها صهيب (21 عامًا) منذ اللحظات الأولى من عملية مطاردة الشهيد محمد، واعتقال ابن ابنتها معاذ الشقيقة الكبرى لمحمد.

وتعرب عن أملها أن تتغير أحوال الشعب الفلسطيني إلى الأفضل، بإزاحة الاحتلال، وتوفير الحماية لأطفال فلسطين.

وتزوج الشهيد الفقيه من زوجته هديل عودة في التاسع والعشرين من آب/ أغسطس 2015.

وفي الأول من يوليو/ تموز 2016، قتل حاخام كبير وأصيبت زوجته، وذلك إثر استهداف مركبة إسرائيلية بعملية إطلاق نار قرب مستوطنة "عتنائيل" اليهودية المقامة على أراضي بلدة "السموع"، جنوب مدينة الخليل.

ومن حينها بدأ الاحتلال بملاحقة الشهيد محمد الفقيه من أبناء حركة حماس في الخليل - أحد أفراد الخلية المنفذة لعملية مستوطنة "عتنائيل"- حتى عثر على مكانه في بلدة صوريف شمال غرب الخليل في السابع والعشرين من يوليو/ تموز الماضي، حيث خاض الفقيه اشتباكًا مع قوات الاحتلال المعززة بآليات عسكرية وأكثر من 250 جنديًا وطائرة استطلاع وطائرة مروحية استمر لسبع ساعات.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت منزل الشهيد، مطلع آب/ أغسطس الماضي، وعاثت في البيت خرابًا وقامت بتخريب أثاث المنزل والأبواب ونبش الملابس والتهديد والوعيد بهدم البيت.

اعتداءات الاحتلال في أغسطس، لم تقتصر على هذا الحد بل اقتحمت قوة من جيش الاحتلال منزل زهير عودة، وهو والد زوجة الشهيد محمد في كفر ثلث بمدينة قلقيلية، وأدى الاعتداء لدخوله في غيبوبة وإصابته بنوبة حادة من الدرجة الرابعة نقل على إثرها لمستشفى زكاة بمدينة طولكرم.

واقتادت مجندات الاحتلال حينها زوجة الشهيد إلى غرفة داخل المنزل وقمن بتفتيشها، والضغط على بطنها وإيذائها في محاولة لإجهاض حملها الذي مر عليه الشهر الرابع.

ولم يكتف الاحتلال بهذا الأمر بل وجه تهمة غريبة للعائلة بعد أن قام باعتقال معظم أفرادها وهي احتضان العائلة لمحمد واعتبار أنه ترعرع فيها.