فلسطين أون لاين

​الخجل الاجتماعي.. أصوله تربوية وعلاجه "التدريب المُسبق"

...
غزة - مريم الشوبكي

لسنا جميعًا نجيد التحدث مع الناس أو نتمتع بلباقة الحديث، فنحن في ذلك درجات، لذا فإن من الناس من يهابون التفاعل مع الآخرين، وبعض هؤلاء يتعايشون مع شخصيتهم إلى درجة الاقتناع بأنهم على صواب، وأن العزلة أفضل من الاختلاط، بينما آخرون يضعون يدهم على المشكلة ويتخذون قرارًا بحلّها.

الرهاب والخجل الاجتماعي، مشكلة تدفع صاحبها للصمت في أي اجتماع مع الآخرين، لا يجيد التعبير عن آرائه وأفكاره، ويفتقد اللباقة في الحديث، ولا يعرف أي المواضيع التي يمكن أن يتحدث بها معهم.

أصول تربوية

قال الأخصائي النفسي والاجتماعي زهير ملاخة إن حالة الخوف والخجل الاجتماعي لها أصول تربوية جعلت الفرد ذا شخصية ضعيفة، ولا يمتلك المهارات الاجتماعية في مخالطة الناس والتفاعل مع الآخرين لشعوره أنه أقل منهم ، ما يجعله يتجنب هذا التفاعل.

وأضاف لـ"فلسطين": "كذلك بعض الصدمات الاجتماعية التي يتعرض لها الشخص تفقده الثقة في التعامل بشكل تفاعلي مع المجتمع المحيط، وتجعله خجولا في تبادل الحديث معهم".

وتابع: "الشخص الذي يعاني من الخجل الاجتماعي يتسم بالوحدة والغربة تجاه مجتمعه، ويفقد السعادة تجاهه".

وحث ملاخة الأشخاص الذين ينشدون التغيير، بتدريب أنفسهم والاستعداد المسبق لمقابلة الآخرين، والتحضير لهذا التفاعل مسبقا بالتدرب على كيفية شكل التواصل الجسدي واللفظي، فهذا يشجعه ليكون قويا وإيجابيا في التواصل مع الناس.

وأوضح أن خروج الشخص من قوقعة العزلة تتطلب مساعدة الآخرين له، بإخراجه من حيز فقدان الثقة بشكل تدريجي، وإشراكه في المناسبات الاجتماعية، مع الاستماع لرأيه، مبينا: أن "عائلته يجب أن تستشعر مشكلته، فتنصحه ليراجع نفسه، فينتقل إلى التفكير الإيجابي مع الذات حتى يمتلك الرغبة في التغيير".

وطالما أن للأمر أصول تربوية، لا شك أن الآباء والأمهات يتساءلون: كيف أجنب طفلي أن يكون خجولا اجتماعيا؟، أجاب ملاخة: "تباين الأساليب التربوية التي تبعها الزوجان سبب في ذلك، لذا عليهما أن يتفقا على الأساليب التي سيتبعانها، وكذلك فإن الهدوء والاستقرار الأسري يؤثر بشكل إيجابي على الطفل، أما الترهيب الزائد، واستخدام أساليب المنع والحبس تزرع الخوف والتوتر الزائد والقلق من الاختلاط بالآخرين".