تحاول "ماري" التأقلم منذ اللحظات الأولى لانضمامها إلى أكبر شركة تواصل اجتماعي في العالم، بتجربة تقنيات الشركة الجديدة التي تجعل حياتها مكشوفة للعالم، تتنقل بكاميرا صغيرة تصور حياتها وتنشرها لملايين المتابعين حول العالم، وتتفاجأ كل يوم بكسر حاجز من خصوصيتها، خصوصية اخترقت حياة أسرتها وحياة أصدقائها وفقدت أعز اصحابها من هذه التجربة المروعة، هذا ما جسدته الفنانة "إيما وايسون" في فيلم "سيركل"، الذي يعدّ صورة عن الواقع التي نعيشه من انتهاكات نتعرض لها من الشركات الكبيرة مثل "فيس بوك" و"تويتر"، وانتهاكات تمس قضايا أخلاقية تثير مشاكل تتعلق في الخصوصية، الفيلم مأخوذ من كتاب "سيركل" تأليف "ديف إيغارز".
هذا ما نتعرض له يوميا عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي نتشارك مع الجميع بياناتنا الشخصية ولحظاتنا الجميلة والتعيسة، نوثق فيها كل شيء، ولا نعلم أين تذهب هذه البيانات الضخمة.
يراودك أحيانا أسئلة واستفسارات كثيرة، حول ماذا تفعل شركات التواصل الاجتماعي في البيانات التي تمتلكها، إنها تقوم بتحليل البيانات الضحمة، مستخدمة حلولًا رقمية للوصول إلى معلومات من شأنها تحديد الاهتمامات الخاصة بالجمهور، سواء اهتمامات اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها، وتصبح هذه البيانات سلعة تبيعها للمعلنين.
فأنت بعفوية مطلقة تتحدث عن غضبك من موقف يمر بيومك، وتستخدم تعبيرات "إيموشن" مثلا، يبدأ "فيس بوك" بتحليل هذه البيانات وترجمتها على شكل دعوات انضمام إلى صفحات أو إعلانات، حتى الناس باتت ترقبك بصمت فتعرف حالتك الشعورية أكثر منك، وهذه من الكوارث التي زادت من فضول الناس، وأدخلتهم بيتك من خلال منشوراتك.
تعمل مواقع التواصل الاجتماعي اليوم على خوارزميات كثيرة أبرزها خوارزمية الاهتمامات، حيث تُظهر لك المحتوى الذي تهتم به، وتحصر علاقاتك بالأشخاص الذين تهتم بهم وتتفاعل معهم، لذا تجد أحيانا "فيس بوك" يفكر عنك، ويظهر الأشياء التي تحبها، فلا تستغرب!!
لا تعطِ بياناتك بشكل مجاني، وتشارك كل شيء عندك، ولا تفتح شباكك للغرباء بنشر كل غسيلك، فحافظ على خصوصيتك بالقدر المستطاع في عالم بات شعاره لا خصوصية بعد اليوم.