أكدت شخصيات مقدسية، رفضها مبدأ النقاش في خطة الإدارة الأمريكية للتسوية، أو ما يعرف إعلاميا بـ "صفقة القرن" بشأن مدينة القدس المحتلة، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، القدس عاصمة لدولة الاحتلال، نقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إلى القدس.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، د. عكرمة صبري، إن "أهل القدس ومن معهم من أمة الإسلام لا يرفضون فقط خطة ترامب، فهم يرفضون كل قرار يمس بحقهم في القدس.. لا قدس غربية ولا شرقية فكلها أرض محتلة".
وأكد صبري، أن أية خطة أو عرضا أمريكيا أو دوليا لا يتضمن "طرد الاحتلال من القدس فهو مرفوض والقدس حق خالص للمسلمين، فلا داعي لبحث أي اقتراحات من هنا وهناك، فموقفنا واضح لا لبس فيه، لا بديل عن القدس ولا قبول لأي اقتراح يحاول الالتفاف عن القدس".
وأضاف: "لن يتغير موقفنا (الفلسطينيين) مهما كانت الظروف المحيطة، ونقول لكل من يحاول تسويق خطة ترامب وغيرها من أبناء جلدتنا: ستفشلون وسيفضحكم شعبكم وأهل القدس خاصة، فمسرى الرسول غير قابل للمساومة ومدينة القدس لها من القدسية كقدسية مكة والمدينة".
وتابع: "نحن كمقدسيين لا نهتم كثيرًا بما يجري في الكواليس السياسية أو الدولية؛ لأننا نرفض أي خطط تتعلق بمصير مدينتنا ومقدساتنا".
كما أكد المقدسي المسن محمد الزغاري: "لا ترامب ولا غيره له الحق في الحديث عن حقنا في القدس، ولا نقبل أي بديل عن مكاننا في القدس لو منحونا قصورا خارجها".
وأشار الزغاري إلى أن الاحتلال عرض على أهالي مدينة القدس سابقا، أراضي خارج البلدة القديمة وتحديدًا في أحياء القدس الخارجية وإغراءات مالية، إلا أننا رفضنا الحديث حول هذا الأمر وليس الخوض في تفاصيله.
وقال: "ما يجري اليوم لا نعتبره ذات قيمة؛ لأننا كمقدسيين نرفض التخلي عن حجر من حجارة القدس، فكيف بالرحيل عنها؟!".
من جهته، قال الباحث المقدسي محمد قاسم: إن "المقدسيين بكامل توجهاتهم في حالة توحد تام أمام كل خطة سواء كانت من أمريكا أو حتى من دول عربية تنال من وجودهم، فهم أصلب مما يتوقعه ترامب وغيره، ويعيشون ظروفا قاسية ويصبرون عليها في سبيل الدفاع عن مدينتهم ومقدساتهم".
وأضاف قاسم: "من لا يعرف أهل القدس (...) عليه الحضور والحديث أمام أي مقدسي بطريقة عشوائية عن خطة ترامب أو غيرها (...) سيصدم من رد الفعل الغاضب، وخير دليل صمودهم أمام البوابات الإلكترونية الأمنية وبقاؤهم أمام باب الأسباط لأكثر من ثلاثة أسابيع وازدياد هبتهم ومقاومتهم" وذلك في إشارة لهبة الأسباط يوليو 2017م.
ومن جهة نظر المدرس المقدسي، د. مصطفى أبو صوي، فإن "المقدسيين أصبح لديهم خبرة في كل المخططات والمؤمرات التي تجري وتهدف النيل من وجودهم وعلاقتهم بمقدساتهم، وبالرغم من شراسة الهجمة عليهم وتآمر البعيد والقريب إلا أنهم صمام أمان".
وذكر أبو صوي: "المقدسيون لا يعتمدون في إفشال المؤامرات إلا على المولى ثم على قواهم الذاتية، فتكاتف المقدسيين يربك مخططات الاحتلال في المدينة المقدسة، ولو طبقت إجراءات الاحتلال في أي منطقة في العالم لأدى ذلك إلى انهيار كامل للمنطقة بأكملها، فالمقدسيون لديهم ميزات تختلف عن غيرهم" وفق تعبيره.