أكد السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في خطابه أول أمس ضرورة تبني إستراتيجية فلسطينية جديدة من أجل ترتيب البيت الفلسطيني، ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك لمواجهة المتغيرات التي تحدث في المنطقة، وخاصة المؤامرات التي تستهدف فلسطين ومقدساتها.
السيد هنية طرح إستراتيجية تقوم على ثلاث ركائز أساسية، فهو يرى أن المثلث الذهبي للإستراتيجية الوطنية يتكون من ثلاثة أضلاع: الوحدة الوطنية، والاتفاق على برنامج نضالي يعتمد المقاومة بأشكالها كافة (أي دون استثناء العسكرية منها)، أما الضلع الثالث فهو الاتفاق على إدارة القرار الفلسطيني، وقد أكد هنية أن هذا الطرح لا يلغي أية طروحات أخرى تقدمها الفصائل الفلسطينية ويمكن مناقشتها والاتفاق عليها، خاصة بعد سقوط خيار أوسلو والمفاوضات غير المجدية.
الوحدة الوطنية وحل معاناة قطاع غزة وترتيب البيت الفلسطيني أمر لابد منه، وهي أولوية لكل ذي عقل لديه حس وطني، ليس لأنها فقط أحد أضلاع المثلث الذهبي، بل لأنها السبيل إلى وقف معاناة غزة وقتل أطفالها وتجويع سكانها وقهر شبابها، ولأنها السبيل إلى وقف هرولة العربان تجاه الكيان العبري في ظل انقسامنا وتفتتنا، فالوحدة الوطنية أصبحت ضرورة إنسانية قبل أن تكون ضرورة وطنية أو سياسية.
الاتفاق على برنامج نضالي أمر تم، وبقي تطبيقه، الفصائل جميعًا اتفقت على برنامج يرتكز على القواسم المشتركة حسب وثيقة الوفاق الوطني، ولكن التعديل الوحيد الذي يلزمه هو إعلان نهاية أوسلو والمفاوضات العبثية والرعاية الأمريكية لأية عملية تفاوضية مستقبلية، فلم يبق من اتفاقية أوسلو سوى ما ارتبط بمصالح المحتل الإسرائيلي وأمنه، في الوقت الذي تحاصر فيه غزة، وتستهدف بحروب متتالية، وتعيش الضفة في أوضاع سياسية واقتصادية سيئة جدًّا.
أما الاتفاق على إدارة القرار الفلسطيني فهو يخدم الكل الفلسطيني، لاسيما منظمة التحرير الفلسطينية، إذ بدأ العرب التخلي عنها والتآمر عليها، ولم يعد الأمر خافيًا على أحد، لذلك لابد من إعادة تأهيل منظمة التحرير الفلسطينية، وانضمام الفصائل كافة إلى صفوفها، حسب اتفاقية القاهرة، وما تلاها من تفاهمات.
آن الأوان لتكون لدينا إستراتيجية جديدة: التي تطرحها حركة المقاومة الإسلامية حماس، أو أي إستراتيجية يتفق عليها، ولكن لابد من الخروج من حالة عدم الفعل والجمود وإضاعة الوقت إلى حالة تليق بنا وبقضيتنا الفلسطينية، وتراعي مصالح الشعب الفلسطيني، وتعطيه أملًا في مستقبل افضل.