اعترف وزير الحرب الصهيوني الفاشي أفيغدور ليبرمان, بفشل العملية العسكرية التي نفذتها قوات خاصة إسرائيلية مؤخرا في مخيم جنين بتحقيق الهدف المحدد لها. وأوضح هذا النازي المتغول في تصريحات لموقع “واللا نيوز” الصهيوني , بأن الشهيد الفلسطيني في المعركة. هو أحمد إسماعيل جرار وهو ابن عم أحمد نصر جرار المستهدف في العملية. وقال:” إن وزارة الحرب ستشكل لجنة تحقيق لدراسة كل جوانب العملية .. مضيفا.. أن الأمن الإسرائيلي تمكن من معرفة كامل أسماء المنفذين- يقصد عملية قتل الحاخام المتوحش – إلا أن صورة ما جرى في مدينة جنين لا زالت غير واضحة “. وأشار ليبرمان إلى أن “خلية جنين لم تكن خلية فردية بل خلية منظمة” متوعدًا بالوصول إلى كامل عناصرها, وذلك في إشارة إلى فشل الجيش في الوصول إلى كامل المنفذين.
طيلة ليلة بأكملها, هاجمت قوات خاصة إسرائيلية, قوات ما يسمى بـ “مكافحة الإرهاب” من لواء جفعاتي والهندسة الحربية التابعين لجيش الاحتلال, بمشاركة أيضا من الشاباك, مدينة جنين وحاصرت منزل المواطن أحمد نصر جرار , إلا أنها وقعت في كمين محكم من قبل مجموعة من المقاومين, ما أدى لاشتباك مسلح عنيف استمر عدة ساعات متواصلة ,قبل أن تعلن عن استشهاد فلسطيني واعتقال اثنين آخرين وإصابة جنديين صهيونيين, وصفت جراح أحدهما بالخطيرة. وادعى جيش الاحتلال أن العملية كانت تهدف لقتل أو اعتقال المواطن أحمد نصر جرار المسؤول وفقاً لقولهم عن عملية إطلاق النار جنوبي نابلس, والتي أدت لمقتل الحاخام العنصري الصهيوني رزيئيل شيبح (35 عاماً), من الموقع الاستيطاني “حڤات جلعاد”, الواقع غرب مدينة نابلس. وهو ابن المستوطن المعروف موشي زار الذي استولى على معظم أراضي المنطقة, ويسكن في بيت وحيد على قمة جبل في المنطقة, وهو من نفذ محاولة اغتيال بسام الشكعة رئيس بلدية نابلس الأسبق. هدمت قوات الاحتلال 3 منازل لعائلة جرار بالمنطقة, وهي منازل”عائلة الشاب أحمد نصر جرار, وعائلة علي جرار, وعائلة إسماعيل جرار والد الشهيد الذي ارتقى خلال الاشتباك”, وذلك وسط مواجهات عنيفة مع الأهالي والشبان, وأعلن جيش الاحتلال منطقة الاشتباك منطقة عسكرية مغلقة في الوقت الذي جرى فيه الإعلان عن وجود إصابات في صفوف قواته, كما فرضت الرقابة الإسرائيلية تعتيماً إعلاميا على العملية.
وهكذا تُفشل المدينة الباسلة ,التي أسماها أرييل شارون بـ “عش الدبابير”, هجوما إسرائيليا جديدا , فقد سبق أنه في عام 2014 قامت قوات الاحتلال بهجوم كبير على مخيم جنين ,استشهد على أثره 3 فلسطينيين وأصيب 7 آخرون نتيجة تصدي فصائل المقاومة وتوحدها في المقاومة لعملية اقتحام قامت بها قوات الاحتلال لأحد منازل المخيم. وقبل 16 عاماً ,كان مخيم جنين للاجئين على موعد مع معركة كرامة خاضها الفلسطينيون بدمائهم. وكان أحد قادة المعركة “جمال أبو الهيجاء” حيث بترت ذراعه واعتقل ومازال أسيرا. وشاءت الأقدار أن يخوض المخيم في عام 2014 معركة جديدة, وكان من المشاركين فيها نجل جمال أبو الهجياء “حمزة”. وجابه الجيش الإسرائيلي الذي اقتحم المخيم بحثاً عن الشاب حمزة, جابه مقاومين من كافة الفصائل الفلسطينية, حيث غادر خائباً. فيما ارتقى إلى العلا ثلاثة من الشهداء .
لعل أهم الدروس المستفادة من مجابهات جنين, ومن مقاومة شعبنا في كل المواقع المحتلة, أن المقاومة الفلسطينية تنتقل من جيل إلى جيل. كما أن وحدة الفصائل الفلسطينية في المجابهة, قادرة على تحقيق المعجزات , وهي أرقى من مجابهة مطلق فصيل منفردا. هذا الأمر يقتضي تشكيل قيادة وطنية موحدة للفصائل الفلسطينية مجتمعة, وتعاوناً تسليحيا بين الفصائل في الضفة الغربية المحتلة, وفي قطاع غزة المحاصر منذ ما يقارب اثني عشر عاما, والمهدد بارتكاب العدو الصهيوني عدوانا جديدا واسع النطاق عليه. إن من الدروس أيضا: أن شعبنا عن بكرة أبيه في الوطن وفي الشتات مع نهج المقاومة ,التي يعتبرها نهجا رئيسيا في انتزاع حقوقه من براثن هذا العدو الشايلوكي. الشعب الفلسطيني لم يملّ أو يكلّ من المقاومة مثلما يحاول البعض التصوير! لقد أثبت نهج المفاوضات مع العدو عقمه وفشله وكوارثه, فالمطلوب القطع التام مع هذا النهج المدمّر. من الدروس أيضاً, أن قلّة مؤمنة بوطنها وبحقوقها قادرة على مجابهة جيش جرار, يدرك أفراده في صميمهم, أنهم غرباء عن هذه الأرض وأنهم طارئون عليها. كل التحية إلى الشعب الفلسطيني البطل, وإلى مقاومته الباسلة, إلى مدن وقرى فلسطين كافة, التحية إلى جنين. المجد والخلود للشهداء, الشفاء للجرحى, الحرية الأسيرات والأسرى. حتما سننتصر, وسنقتلع هذا الكيان من جذوره, من تاريخنا, من هوائنا, من برّنا , من بحرنا, من قمحنا ومن سهلنا, ومن كرملنا.