فلسطين أون لاين

​"دستور البيت" يُحقق الاستقرار ولكن

...
غزة - نسمة حمتو

للأسرة الناجحة مقومات، ومن أهم أساسات الحياة السليمة والصحيحة وجود الحوار والتفاهم، ووجود مبادئ يتفق عليها أفراد الأسرة جميعًا، لأن عملية التربية هي عملية يكتسب الإنسان فيها القيم والمبادئ وقواعد السلوك الصحيحة، ويتعلم الخطأ والصواب، ولكل والدين أسلوب خاص في التربية، ومن هذه الأساليب "دستور البيت"، وفيه يحدد الأهل مجموعة من "القوانين" لما ينبغي فعله أو تجنبه، ولهذا الأسلوب إيجابيات تظهر، إن أحسن الوالدان تنفيذ الفكرة، أما إذا كان تطبيق الفكرة بأسلوب "ديكتاتوري" فستتكشف سلبياتها، وسيتحول البيت إلى "مؤسسة عسكرية".

لتجنب العشوائية

الاختصاصي التربوي والاجتماعي إياد الشوربجي قال لـ"فلسطين": "بعض الأسر تحدد قواعد وتعليمات للأبناء من أجل أن تسير الحياة بشكل سليم ومخطط له، ولتجنب العشوائية والفوضى في الحياة الأسرية، ولهذه الطريقة في تنظيم البيت إيجابيات وسلبيات".

وبين أنه لتحقيق الإيجابيات يجب أن يتوافق الوالدان مع أفراد الأسرة على بعض الأساسات والقوانين الخاصة بالحياة اليومية، مع عدم إهمال أهمية أي فرد في العائلة، متابعًا: "هذا مع ضرورة إقناع الأبناء بأهمية هذه القوانين لاستقرار الحياة الأسرية، والشعور بالراحة".

أضاف الشوربجي: "لابد أن تكون هذه القوانين قائمة على أسس سليمة، بعيدًا عن التسلط والإكراه، ولابد أن تكون ليّنة ومرنة، أي قابلة للتعديل والتغيير، ولابد من مراعاة الظروف الاستثنائية في المنزل".

وأكد أن هذه القوانين يجب أن تتناسب مع إمكانيات الأسرة وقدرات الأبناء، وأن تكون في صورة توجيهات ونصائح، لا في ثوب الأوامر والنواهي والتعليمات الصارمة، لافتًا إلى أن التسلط من شأنه أن يدفع الأبناء إلى الالتزام بالتوجيهات في حضور الوالدين فقط لا في غيابهما، خوفًا من العقاب، أما التفاهم فيعني الالتزام في كل الأوقات.

ونصح الآباء والأمهات بإشاعة جو من الألفة والمحبة بين الأبناء، وأن يغلب على الحياة الأسرية الحوار والنقاش.

من الضروري أن يساهم الأبناء في "كتابة الدستور"، بتقديم بعض الاقتراحات، مع العلم أن الكثير من العائلات لديها قوانينها الخاصة التي يلتزم بها غالبًا، ولكن دون وضعها ضمن قائمة إجبارية من الوالدين، بحسب ما ذكر الشوربجي.

مؤسسة عسكرية

وعن الجانب السلبي لهذه القوانين قال: "بعض أولياء الأمور يفرضون قوانين وتعليمات صارمة، ويدعون أبناءهم للالتزام بها حرفيًّا والتقيد بها، وإن لم يلتزموا بها يقع عليهم أشد أنواع العقاب، وهذا يجعل الحياة الأسرية مضطربة ومشوشة، ويغلب عليها صبغة الحياة الدكتاتورية التي تجعل الأبناء يشعرون بالقلق الدائم والتوتر وعدم الاستقرار والخوف من العقاب، إضافة إلى تقييد الحرية الذي يجعل شخصيتهم مهزوزة، ويؤثر على نواحي الحياة الأسرية كافة، ومنها الاجتماعية والنفسية".

وأضاف الشوربجي: "الحياة الأسرية ليست مؤسسة عسكرية، إنما هي مؤسسة حاضنة للأبناء، والأصل أن يغلب عليها الاحترام والتقدير والتفاهم، واحترام إنسانية الأبناء، ومراعاة حقوقهم وواجباتهم".