فلسطين أون لاين

​يخوض تجربة الاعتقال الثالثة

الطفل "محمد سامر".. مرض واعتقال وحياة متوقفة

...
القدس المحتلة / غزة - نسمة حمتو

بدأت حكاية الوجع عند الطفل "محمد محمود" قبل أربعة أعوام، عندما أُصيب شقيقه الأصغر، بينما كان في طريقه إلى المنزل، برصاصة في الرأس فقد البصر إثرها. منذ ذلك اليوم، اشتعلت في قلب محمد ألف انتفاضة على الاحتلال الذي حرم شقيقه نعمة البصر طول الحياة...

الاعتقال المتكرر

محمد (16 عامًا)، كان يقيم في كنف أسرته بمنطقة العيساوية في القدس، إلى أن اعتقله الاحتلال لمدة سنة بتهمة إلقاء الحجارة على جنوده، وبعد عام تقريباً أعاد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى لمدة عام أيضًا، ثم كان الاعتقال بتاريخ 13/6/ 2017.

قال سامر محمود، والد الطفل، عن حالته الصحية: "زرت ابني لمرة واحدة فقط منذ اعتقاله، لأنني (ممنوع أمنيًا)، عندما رأيته كان نحيفًا جدًا، وفي شهر أغسطس، أخبرني الاحتلال أن محمد في مستشفى العفولة، كان يعاني من ضعف حاد في الدم، إذ تدنى ليصل 6.5 فقط".

وأضاف لـ"فلسطين": "أخبرني الأطباء أنه يعاني من تكسر في كريات الدم البيضاء والحمراء، لا أعرف ما الذي تعرض له ليصل به الحال إلى هذا الخطر، فقد بقي ساعات طويلة في غرفة التحقيقات على إثرها تعرض لهذه الانتكاسة الصحية، وبعد التواصل مع الصليب الأحمر ومحامية الدفاع تمكنت من زيارته في المستشفى في يناير الحالي".

وتابع: "لم أتمكن من زيارته مجددا، ووعدني الصليب الأحمر بنقل أخبار عن صحته لي، وحتى الآن أنتظر دون أي اتصال يطمئن قلبي".

عن حال ابنه كما رآه في الزيارة، أوضح محمود: "كان وجهه شاحبًا، أصفر اللون، فهو لا يتناول سوى المسكنات وبعض الأدوية التي وصفها الأطباء، والأدوية التي يتناولها زادت وزنه بدرجة كبيرة، فهي تحتوي على مادة الكورتيزون، وتبلغ الجرعة اليومية التي يحصل عليها من هذه المادة 80 مللي جرامًا".

لم يكن الطفل، وفق حديث والده، يعاني من أي مشاكل صحية عند اعتقاله، لذا فقد سعى حثيثا ليعرف سبب هذا التدهور الحاد في حالته الصحية، وبناء على محاولاته المتكررة طلب الصليب الأحمر ملفه الطبي لمعرفة سبب التدهور.

حياة متعطلة

وقال الأب المُتألم عن حال فلذة كبده: "توقفت حياة محمد تماماً بعد دخوله السجن، فلم يعد قادرا على التوجه إلى المدرسة، ولا على مواصلة حياته بشكل عادي كباقي أقرانه، حتى الملابس التي حاولنا إدخالها له رفضها الاحتلال بذريعة أن لونها أسود، علما بأنه بحاجة لملابس جديدة بقياسات أكبر من السابق، نظرا للزيادة الكبيرة في وزنه".

اعتقال محمد أدخل الحزن على العائلة كلها، لكن أثره كان بالغ الشدة على شقيقه الأصغر (13 عاما) والذي كان قد فقد بصره، إذ تكالب عليه عدم تقبله للإصابة وشوقه لأخيه، فساءت حالته النفسية، وما يزال يرفض التوجه إلى المدرسة.

من المفترض أن يعود محمد لمنزله في يوليو المقبل، بعد دفع غرامة مالية 3 آلاف شيكل، وتتمنى عائلته أن يكون الإفراج عنه بشكل سريع؛ ليتمكن من إكمال العلاج داخل منزله.

وتطرق محمود في حديثه إلى معاناة أهل منطقته جميعا: "يوجد 40 سجينًا من الأطفال في منطقة العيساوية، هذا غير الشباب، وهناك أطفال مرضى في سجن الرملة، ولا يتلقون رعاية صحية كافية".